فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِيٓ أَكِنَّةٖ مِّمَّا تَدۡعُونَآ إِلَيۡهِ وَفِيٓ ءَاذَانِنَا وَقۡرٞ وَمِنۢ بَيۡنِنَا وَبَيۡنِكَ حِجَابٞ فَٱعۡمَلۡ إِنَّنَا عَٰمِلُونَ} (5)

{ وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون( 5 ) } .

وقال أكابر مجرميهم-يعاندون ويعلنون إصرارهم على هجر وحي الله ورسالته- : القلوب في أغطية مما يُنَادَوْنَ إليه من الخير والرشد ، وفي الآذان صمم لا تسمع ما تُنذَر به ، وحجاب غليظ يستوعب ما بينهم وبين الداعي الهادي صلى الله عليه وسلم لا يتأتى أن ينفذ منه شيء إلى رءوسهم أو نفوسهم ، فلم يبق لديهم- وقد عمُوا وصمّوا واستكبروا-لم يعجبهم إذ ذاك إلا أن نابذوا الرسول الخلاف ، وبارزوه بالمعاداة فقالوا : اعمل لدينك ما شئت واثبت عليه فإنهم لن يتركوا دينهم ؛ أو اعمل على إبطال ديننا فإنا عاملون على إبطال دينك ، أو : فاعمل لآخرتك فإنا نعمل لدنيانا{[4140]} .

يقول الطبري : وأدخلت { من } في قوله : { ومن بيننا وبينك حجاب } ؛ والمعنى : وبيننا وبينك حجاب- توكيدا للكلام . اه .


[4140]:نقل هذا القول الأخير عن الماوردي.