الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِيٓ أَكِنَّةٖ مِّمَّا تَدۡعُونَآ إِلَيۡهِ وَفِيٓ ءَاذَانِنَا وَقۡرٞ وَمِنۢ بَيۡنِنَا وَبَيۡنِكَ حِجَابٞ فَٱعۡمَلۡ إِنَّنَا عَٰمِلُونَ} (5)

ثم قال تعالى : { وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعوا إليه } أي : وقال المشركون لمحمد صلى الله عليه وسلم : " قلوبنا في أوعية قد تغطت بها فلا تفهم عنك ما تقول لها كقول اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم : قلوبنا غلف وواحد الأكنة كنان .

{ وفي آذاننا وقر } ، أي : صمم ، فلا تسمع منك ما تقول كراهة{[60015]} لقولك .

قال مجاهد : في أكنة : ( كالجعبة للنبل ){[60016]} وقال السدي : في أكنة ، في أغطية{[60017]} .

ثم قال تعالى : حكاية عنهم : { ومن بيننا وبينك حجاب } ، أي : حاجز فلا نجامعك على شيء مما تقول ، نحن نعبد الأصنام وأنت تعبد الله سبحانه . فهذا هو الحاجز الذي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم .

ثم قالوا له : { فاعمل إننا عاملون } أي : فاعمل يا محمد بدينك{[60018]} ، إننا عاملون بديننا ، ودع ما تدعونا إليه من دينك وندع دعاءك إلى ديننا .

وقيل : المعنى : فاعمل في هلاكنا وضرنا إنا عاملون في مثل ذلك منه{[60019]} .


[60015]:(ح): كراهة لها.
[60016]:جاء في هذا القول في تفسير مجاهد بلفظه 2/569، وانظر: جامع البيان 24/59، والمحرر الوجيز 14/163.
[60017]:انظر: جامع البيان 24/59.
[60018]:(ح): لدينك.
[60019]:(ت): منك، وهذا القول قاله الكلبي بلفظ قريب منه، انظر: جامع القرطبي 15/340.