التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِيٓ أَكِنَّةٖ مِّمَّا تَدۡعُونَآ إِلَيۡهِ وَفِيٓ ءَاذَانِنَا وَقۡرٞ وَمِنۢ بَيۡنِنَا وَبَيۡنِكَ حِجَابٞ فَٱعۡمَلۡ إِنَّنَا عَٰمِلُونَ} (5)

قوله : { وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ } { أكنّة } يعني أغطية والواحد ، كنان . كنَّ الشيء أي ستره وصانه من الشمس . وأكنّهُ في نفسه أي أسرَّهُ . واكتنَّ واستكنَّ بمعنى استتر . {[4043]}

قال المشركون لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمعوا القرآن : { قُلُوبُنا غُلْفٌ } أي في غلاف فهي مغطاة لا يصل إليها كلامك ولا نفقه ما تقول { وَفِي آَذَانِنَا وَقْرٌ } أي صمم ، أو ثقل فلا نسمع ما تدعونا إليه ، وذلك لفرط كراهيتهم للحق ونفورهم من عقيدة التوحيد .

قوله : { وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ } أي بيننا وبينك ساتر أو مانع يحول دون تلاقينا أو اجتماعنا معا . والمراد بالحجاب ، اختلافهم في الدين ، فدينُ رسول الله صلى الله عليه وسلم التوحيد الخالص لله ، وإفراد الله وحده بالإلهية والعبادة والإذعان ، ودين الكافرين الإشراك بالله واتخاذ الآلهة الموهومة المفتراة أربابا من دون الله .

قوله : { فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ } أي اعمل على طريقتك ونحن نعمل على طريقتنا . أو اعمل بما يقتضيه دينك فإنا عاملون بما يقتضيه ديننا{[4044]} .


[4043]:مختار الصحاح ص 580
[4044]:تفسير القرطبي ج 15 ص 337-338 وتفسير الطبري ج 24 ص 59