ولما وصف الله تعالى القرآن بأنهم أعرضوا عنه ولم يلتفتوا إليه بين أنهم صرحوا بهذه النفرة ، وذكر ثلاثة أشياء مذكورة عنهم في قوله تعالى : { وقالوا } أي : عند إعراضهم ممثلين في عدم قبولهم { قلوبنا في أكنة } أي : أغشية محيطة بها والأكنة جمع كنان كأغطية جمع غطاء والكنان هو الذي تجعل فيه السهام والمعنى لا نفقه ما تقول { مما تدعونا } أيها المخبر بأنه نبي { إليه } فلا سبيل إلى الوصول إليها لتفقه أصلاً ، فإن قيل : هلا قالوا على قلوبنا أكنة كما قالوا : { وفي آذاننا } أي : التي نسمع بها وهي أحد الطرق الموصلة إلى القلوب { وقر } أي : ثقل قد أصمها عن سماعه ليكون على نمط واحد ؟ أجيب : بأنه على نمط واحد لأنه لا فرق في المعنى بين قولك قلوبنا في أكنة وعلى قلوبنا أكنة ، والدليل عليه قوله تعالى : { إنا جعلنا على قلوبهم أكنّة } ( الكهف : 57 ) ولو قيل : إنا جعلنا قلوبهم في أكنة لم يختلف المعنى ، والمعنى : إنا في ترك القبول عنك بمنزلة من لا يفهم ولا يسمع { ومن بيننا وبينك حجاب } أي : حاجز من جبل أو نحوه فلا تلاقي ولا ترائي { فاعمل } أي : على دينك { إننا عاملون } على ديننا أو فاعمل في إبطال أمرنا إننا عاملون في إبطال أمرك ، فإن قيل : هل لزيادة من في قولهم من بيننا وبينك حجاب فائدة ؟ أجيب : بنعم لأنهم لو قالوا وبيننا وبينك حجاب لكان المعنى أن حجاباً حاصل وسط بين الجهتين ، وإما بزيادة من ، فالمعنى أن الحجاب ابتداء منا وابتداء منك فالمسافة المتوسطة لجهتنا وجهتك كلها مستوعبة بالحجاب لا فراغ فيها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.