تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلۡخَالِصُۚ وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ فِي مَا هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَنۡ هُوَ كَٰذِبٞ كَفَّارٞ} (3)

زلفى : قربى .

فالعبادة يجب أن تكون لله وحده ، خالصة له ، وكذلك جميع الأعمال .

في الحديث الصحيح : جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني أتصدق بالشيء وأَصنع الشيء أريد به وجه الله وثناء الناس ، فقال الرسول الكريم : «والذي نفسُ محمدٍ بيده ، لا يقبل الله شيئا شُورك فيه ، ثم تلا قوله تعالى : { أَلاَ لِلَّهِ الدين الخالص } »

وبعد أن بين تعالى أن رأس العبادة الإخلاص ، أعقب ذلك بذّم طريق المشركين ، الذين اتخذوا من دون الله أولياء يعبدونهم ، ويقولون : ما نعبدهم إلا ليقرّبونا عند الله منزلة ويشفعوا لنا .

{ إِنَّ الله يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } : فيه من أمرِ الشِرك والتوحيد ، وهو لا يوفق للهداية من هو كثير الكذب والكفر .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلۡخَالِصُۚ وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ فِي مَا هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَنۡ هُوَ كَٰذِبٞ كَفَّارٞ} (3)

{ ألا لله الدين الخالص } أي الطاعة لا يستحقها إلا الله تعالى ثم ذكر الذين يعبدون غيره فقال { والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم } أي ويقولون { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } أي قربى { إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون } من أمر الدين ثم ذكر أنه لا يهدي هؤلاء فقال { إن الله لا يهدي من هو كاذب } في إضافة الولد إلى الله تعالى { كفار } يكفر نعمته بعبادة غيره .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلۡخَالِصُۚ وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ فِي مَا هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَنۡ هُوَ كَٰذِبٞ كَفَّارٞ} (3)

" ألا لله الدين الخالص " أي الذي لا يشوبه شيء . وفي حديث الحسن عن أبي هريرة أن رجلا قال : يا رسول الله إني أتصدق بالشيء وأصنع الشيء أريد به وجه الله وثناء الناس . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفس محمد بيده لا يقبل الله شيئا شورك فيه ) ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا لله الدين الخالص " وقد مضى هذا المعنى في " البقرة " و " النساء " و " الكهف " مستوفى .

الثانية- قال ابن العربي : هذه الآية دليل على وجوب النية في كل عمل ، وأعظمه الوضوء الذي هو شطر الإيمان ، خلافا لأبي حنيفة والوليد بن مسلم عن مالك اللذين يقولان أن الوضوء يكفي من غير نية ، وما كان ليكون من الإيمان شطرا ولا ليخرج الخطايا من بين الأظافر والشعر بغير نية .

قوله تعالى : " والذين اتخذوا من دونه أولياء " يعني الأصنام والخبر محذوف . أي قالوا : " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " قال قتادة : كانوا إذا قيل لهم من ربكم وخالقكم ؟ ومن خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء ؟ قالوا الله ، فيقال لهم ما معنى عبادتكم الأصنام ؟ قالوا ليقربونا إلى الله زلفى ، ويشفعوا لنا عنده . قال الكلبي : جواب هذا الكلام في الأحقاف " فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة " [ الأحقاف : 28 ] والزلفى القربة ، أي ليقربونا إليه تقريبا ، فوضع " زلفى " في موضع المصدر . وفي قراءة ابن مسعود وابن عباس ومجاهد " والذين اتخذوا من دونه أولياء قالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " وفي حرف أُبيّ ( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدكم إلا لتقربونا إلى الله زلفى " ذكره النحاس . قال : والحكاية في هذا بينة . " إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون " أي بين أهل الأديان يوم القيامة فيجازي كلا بما يستحق . " إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار " أي من سبق له القضاء بالكفر لم يهتد ؛ أي للدين الذي ارتضاه وهو دين الإسلام ، كما قال الله تعالى : " ورضيت لكم الإسلام دينا " وفي هذا رد على القدرية وغيرهم على ما تقدم .