تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان  
{وَمَا يُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ} (106)

قال ابن عباس : هم أهل مكّة آمنوا وأشركوا وكانوا يقولون في تلبيتهم : لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك ، إلا شريكاً هو لك ، تملكه وما ملك . وهذا هو الشِرك الأعظم .

فإيمان أكثرهم لا يقوم على أساس سليم من التوحيد ، لأنهم لا يعترفون بوحدانية الله اعترافا خالصا ، ولكنه مقترن في نفوسهم بشوائب تسلكهم في مسلك المشركين .

والشرك أنواع ، روى الإمام أحمد أن رسول الله قال : «إنّ أخوفَ ما أخافُ عليكم الشركُ الأصغر ، قالوا : وما الشِرك الأصغر يا رسول الله ؟ قال : الرياء ، يقول الله تعالى يوم القيامة إذا جاء الناس بأعمالهم : اذهبوا إلى الّذين كنتم تراءون في الدّنيا فانظُروا هل تجدون عندَهم من جزاء » .

وبعد ، فما الذي ينتظره أولئك المعرِضون عن آياتِ الله الناطقة في صفحات الوجود بعد إعراضهم عن آيات القرآن التي لا يُطلب منهم عليها أجر .