الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَمَا يُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ} (106)

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون } قال : سلهم من خلقهم ، ومن خلق السماوات والأرض ؟ ؟ . . . فيقولون : الله . فذلك إيمانهم وهم يعبدون غيره .

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ ، عن عطاء - رضي الله عنه - في قوله { وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون } قال : كانوا يعلمون إن الله ربهم وهو خالقهم وهو رازقهم ، وكانوا مع ذلك يشركون .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون } قال : إيمانهم ، قولهم الله خلقنا وهو يرزقنا ويميتنا . فهذا إيمان مع شرك عبادتهم غيره .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر ، عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله { وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون } قال : كانوا يشركون به في تلبيتهم ، يقولون : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك ، تملكه وما ملك .

وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله { وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون } قال : ذاك المنافق ، يعمل بالرياء وهو مشرك بعمله .