جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَمَا يُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ} (106)

{ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ } : في الإقرار بخالقتيه ، { إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ{[2476]} } : لعبادتهم غيره إنهم إذا قيل لهم : من خلق السماوات والأرض ؟ قالوا : الله وهم يشركون به ، وعن الحسن البصري أن هذا في المنافقين قال بعض السلف : ثمة شرك آخر لا بد أن تشعره وهو الرياء .


[2476]:يعبدون معه غيره كما كانت تفعله الجاهلية فإنهم مقرون بالله سبحانه الخالق لهم لكنهم كانوا يثبتون له شركاء فيعبدونهم ليقربوهم إلى الله كما قالوا: "ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى" (الزمر:2)، ومثل هؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله المعتقدون في الأموات بأنهم يقدرون على ما لا يقدر عليه الله سبحانه كما يفعل عباد القبور ولا ينافي هذا ما قيل من أن الآية نزلت في قوم مخصوصين فالاعتبار بما يدل عليه اللفظ لا بما يفيده السبب من الاختصاص بمن كان سببا لنزول الحكم، قال ابن عباس في الآية: سلهم من خلقهم ومن خلق السماوات والأرض؟ فسيقولون: الله فذلك إيمانهم وهم يعبدون غيره، وقال عطاء: كانوا يعلمون أن الله ربهم وهو خالقهم وهو رازقهم وكانوا مع ذلك يشركون في تلبيتهم يقولون: لبيك اللهم لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك/12 فتح.