تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان  
{وَٱلۡعَٰدِيَٰتِ ضَبۡحٗا} (1)

مقدمة السورة:

سورة العاديات مكية ، وآياتها إحدى عشرة ، نزلت بعد سورة العصر .

تبدأ هذه السورة بالقسَم بالخيل التي تعدو ، ويُسمع صوت أنفاسها ، وتقدَح الشرر بحوافرها ، والتي تُغير مع الصباح على العدو ، وتثير الغبار حتى تتوسط جمع العدو ، فتأخذه على غِرة ، وتثير في صفوفه الذعر والفزع . وقد جاء هذا القسَم بالخيل وما فيها من فوائد ، وما لها من مشاهد محبّبة ، يؤكد أن الإنسان شديد الكفران لنعم ربه . وهو لا يستطيع إنكار ذلك . إنه لشديد الحب للمال يجمعه من أي طريق ، ثم يحرص عليه كل الحرص . لكنه غافل أشد الغفلة حتى إنه يجهل عاقبة أمره يوم تُبعثر القبور ، ويُخرج الناس منها ، وينشر كل امرئ ما في صدره من سر وأعمال ؛ لأنهم في ذلك اليوم يكونون عند ربهم الخبير بهم ، والذي لا تخفى عليه خافية من أمورهم .

العاديات : الخيل التي تجري ، والفعلُ عدا يعدو عَدْواً جرى . . .

ضَبحا : الضبح صوت أنفاس الخيل .

أقسَم الله تعالى بالخَيْل المسرِعة التي يُسمع لأنفاسها صوتٌ شديد .