قوله تعالى : { وإنه لحب الخير لشديد }
قوله تعالى : " وإنه " أي الإنسان من غير خلاف . { لحب الخير } أي المال ، ومنه قوله تعالى : { إن ترك خيرا }{[16307]} [ البقرة : 180 ] ، وقال عدي :
ماذا تُرَجِّي النفوسُ من طلب ال***خَيْرِ وحُبُّ الحياةِ كَارِبُها{[16308]}
" لشديد " أي لقوي في حبه للمال . وقيل : " لشديد " لبخيل . ويقال للبخيل : شديد ومتشدد . قال طرفة :
أرى الموتَ يَعْتَامُ الكرامَ ويَصْطَفِي *** عَقِليةَ مال الفاحش المتشدِّدِ
يقال : اعتامه واعتماه ، أي اختاره . والفاحش : البخيل أيضا . ومنه قوله تعالى : { ويأمركم بالفحشاء }{[16309]} [ البقرة : 268 ] أي البخل . قال ابن زيد : سمى الله المال خيرا ، وعسى أن يكون شرا وحراما{[16310]} ، ولكن الناس يعدونه خيرا ، فسماه الله خيرا لذلك . وسمى الجهاد سواء ، فقال : { فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم{[16311]} سوء }[ آل عمران : 174 ] على ما يسميه الناس . قال الفراء : نظم الآية أن يقال : وإنه لشديد الحب للخير ، فلما تقدم الحب قال : شديد ، وحذف من آخره ذكر الحب ؛ لأنه قد جرى ذكره ، ولرؤوس الآي ، كقوله تعالى : { في يوم عاصف }{[16312]} [ إبراهيم : 18 ] والعصوف : للريح لا الأيام ، فلما جرى ذكر الريح ، كأنه قال : في يوم عاصف الريح .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.