فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِنَّهُۥ لِحُبِّ ٱلۡخَيۡرِ لَشَدِيدٌ} (8)

{ وإنه لحب الخير لشديد } فإن الضمير راجع إلى الإنسان ، والمعنى أنه لحب المال قوي مجد في طلبه وتحصيله ، متهالك عليه .

يقال : هو شديد لهذا الأمر ، وقوي له إذا كان مطيقا له . ومنه قوله تعالى { إن ترك خيرا } وقيل : المعنى وإن الإنسان من أجل حب المال لبخيل ، والأول أولى ، واللام في { لحب } متعلقة بشديد ، قال ابن زيد : سمى الله المال خيرا ، وعسى أن يكون شرا ، ولكن الناس يجدونه خيرا ، فسماه خيرا .

قال الفراء : أصل نظم الآية أن يقال : وإنه لشديد الحب للخير ، فلما قدم الحب قال : لشديد ، وحذف من آخره ذكر الحب ؛ لأنه قد جرى ذكره ، ولرؤوس الآي ، كقوله { في يوم عاصف } ، والعصوف للريح لا لليوم ، كأنه قال : في يوم عاصف الريح ، قال ابن عباس : الخير المال .