غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَإِنَّهُۥ لِحُبِّ ٱلۡخَيۡرِ لَشَدِيدٌ} (8)

وقد يرجح هذا الوجه بأن الضمير في قوله { وإنه لحب الخير } للإنسان ، فناسب أن يكون الأول له أيضاً ، لئلا ينخرم النسق . والخير : المال ، كقوله { إن ترك خيراً } [ البقرة :180 ] والشديد : البخيل الممسك ، يريد إنه لأجل حب المال لبخيل . وقيل : الشديد : القوي ، أي إنه لأجل إيثار الدنيا وطلب ما فيها مطيق قوي ، ولأجل عبادة ربه عاجز ضعيف . أو إنه لحب الخيرات الحقيقية غير ميسر منبسط ، ولكنه شديد منقبض . وقال الفراء : إنه لحب الخير لشديد الحب ، أي إنه يحب المال ، ويحب كونه محباً له ، فاكتفى بالحب الأول من الثاني . وقال قطرب : اللام بمنزلة قولك " إنه لزيد ضروب " . والتقدير إنه شديد حب الخير .

/خ11