قوله تعالى : " قال سآوي " أي ارجع وانضم . " إلى جبل يعصمني " أي يمنعني " من الماء " فلا أغرق . " قال لا عاصم اليوم من أمر الله " أي لا مانع ، فإنه يوم حق فيه العذاب على الكفار . وانتصب " عاصم " على التبرئة . ويجوز " لا عاصم اليوم " تكون لا بمعني ليس . " إلا من رحم " في موضع نصب استثناء ليس من الأول ، أي لكن من رحمه الله فهو يعصمه ، قاله الزجاج . ويجوز أن يكون في موضع رفع ، على أن عاصما بمعنى معصوم ، مثل : " ماء دافق{[8698]} " [ الطارق : 6 ] أي مدفوق ، فالاستثناء . على هذا متصل ، قال الشاعر :
بطيءُ القيام رخيمُ الكلا *** م أمْسَى فؤادي به فَاتِنَا
أي مفتونا . وقال آخر{[8699]} :
دع المكارم لا تنهض لبغيتها *** واقعد فإنك أنت الطاعمُ الكاسِي
أي المطعوم المكسو . قال النحاس : ومن أحسن ما قيل فيه أن تكون " من " في موضع رفع ، بمعنى لا يعصم اليوم من أمر الله إلا الراحم ، أي إلا الله . وهذا اختيار الطبري . ويحسن هذا أنك لم تجعل عاصما بمعنى معصوم فتخرجه من بابه ، ولا " إنه " بمعنى " لكن " " وحال بينهما الموج " يعني بين نوح وابنه . " فكان من المغرقين " قيل : إنه كان راكبا على فرس قد بطر بنفسه ، وأعجب بها ، فلما رأى الماء جاء قال : يا أبت فار التنور ، فقال له أبوه : " يا بني اركب معنا " فما استتم المراجعة حتى جاءت موجة عظيمة فالتقمته هو وفرسه ، وحيل بينه وبين نوح فغرق . وقيل : إنه اتخذ لنفسه بيتا من زجاج يتحصن فيه من الماء ، فلما فار التنور دخل فيه وأقفله{[8700]} عليه من داخل ، فلم يزل يتغوط فيه ويبول حتى غرق بذلك . وقيل : إن الجبل الذي أوى إليه " طور سيناء " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.