الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قَالَ سَـَٔاوِيٓ إِلَىٰ جَبَلٖ يَعۡصِمُنِي مِنَ ٱلۡمَآءِۚ قَالَ لَا عَاصِمَ ٱلۡيَوۡمَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَۚ وَحَالَ بَيۡنَهُمَا ٱلۡمَوۡجُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُغۡرَقِينَ} (43)

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في قوله { لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم } قال : لا ناج إلا أهل السفينة .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن القاسم ابن أبي بزة في قوله { وحال بينهما الموج } قال : بين ابن نوح والجبل .

وأخرج الحاكم عن أبي ذر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق » .

وأخرج عبد بن حميد عن حميد بن هلال قال : جعل نوح لرجل من قومه جعلا على أن يعينه على عمل السفينة ، فعمل معه حتى إذا فرغ قال له نوح : خير أي ذلك شئت ، إما أن أوفيك أجرك وإما أن نوقيك من القوم الظالمين . قال : حتى استأمر قومي . فاستأمر قومه فقالوا له : اذهب إلى أجرك فخذه . فأتاه فقال : أجري . . . فوفاه أجره . قال : فما أخذ جاوز ذلك الرجل إلى حيث ينظر إليه حتى أمر الله الماء بما أمره به ، فأقبل ذلك الرجل يخوض الماء فقال : خذ الذي جعلت لي . قال : لك ما رضيت به . فغرق فيمن غرق .