غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قَالَ سَـَٔاوِيٓ إِلَىٰ جَبَلٖ يَعۡصِمُنِي مِنَ ٱلۡمَآءِۚ قَالَ لَا عَاصِمَ ٱلۡيَوۡمَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَۚ وَحَالَ بَيۡنَهُمَا ٱلۡمَوۡجُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُغۡرَقِينَ} (43)

ثم حكى إصرار ابنه على الكفر بأن قال { سآوي إلى جبل } فأجاب نوح بأنه { لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم } واعترض عليه بأن معنى { من رحم } من رحمه الله وهو معصوم فكيف يصح استثناؤه من العاصم ؟ وأجيب بأن " من " فاعلة في المعنى لا مفعول ، والمراد نوح لأنه سبب الرحمة والنجاة كما أضيف الإحياء إلى عيسى عليه السلام ، أو الرحيم الذي مر ذكره في قوله : { إن ربي لغفور رحيم } وهو عاصم لا معصوم ، أو هو استثناء مفرغ والتقدير لا عاصم اليوم لأحد من أمر الله إلا لمن رحم ، أو العاصم بمعنى ذو العصمة كلابن وتامر . وذو العصمة المعصوم أو المضاف محذوف والتقدير لا عاصم قط إلا مكان من رحمهم الله ونجاهم يعني السفينة ، أو هو استثناء منقطع كأنه قيل : ولكن من رحمه الله فهو المعصوم { وحال بينهما الموج } أي بسبب هذه الحيلولة خرج من أن يخاطبه نوح فصار من جملة الغرقى .

/خ49