لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{۞إِلَيۡهِ يُرَدُّ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِۚ وَمَا تَخۡرُجُ مِن ثَمَرَٰتٖ مِّنۡ أَكۡمَامِهَا وَمَا تَحۡمِلُ مِنۡ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلۡمِهِۦۚ وَيَوۡمَ يُنَادِيهِمۡ أَيۡنَ شُرَكَآءِي قَالُوٓاْ ءَاذَنَّـٰكَ مَامِنَّا مِن شَهِيدٖ} (47)

قوله جل ذكره : { إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ } .

لمَّا استعجلوا وقالوا : متى تقوم هذه القيامةُ التي يَتوعَّدنا بها ؟ قال الله تعالى : إنَّ علمَ القيامة ينفرد به الحقُّ فلا يعلم غيره ، فكما لا يعلم أحدٌ ما الذي يخرج من الأشجار من الثمار ، وما الذي تنطوي عليه أرحامُ النساءِ من أولادها ذكوراً وإناثاً ، وما هم عليه من أوصاف الخِلْقة ، ويحصل من الحيوانات من نتاجها - فلا يعلم هذه الأشياء إلا الله - فكذلك لا يعلم أحدٌ متى تقوم القيامة .

{ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَآئي } : يتبرؤون من شركائهم ، ولكن في وقت لا تنفعهم كثرةُ نَدَمِهم وبكائهم .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{۞إِلَيۡهِ يُرَدُّ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِۚ وَمَا تَخۡرُجُ مِن ثَمَرَٰتٖ مِّنۡ أَكۡمَامِهَا وَمَا تَحۡمِلُ مِنۡ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلۡمِهِۦۚ وَيَوۡمَ يُنَادِيهِمۡ أَيۡنَ شُرَكَآءِي قَالُوٓاْ ءَاذَنَّـٰكَ مَامِنَّا مِن شَهِيدٖ} (47)

قوله : { إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ } أي لا يعلم الساعة أحد سوى الله ؛ فهو سبحانه قد استأثر بالعلم بها فلا يجليها لوقتها إلا هو سبحانه .

قوله : { وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا } الأكمام ، جمع كم وهو وعاء الثمرة أو وعاء الطلع{[4072]} والمعنى : ما تخرج ثمرة من أوعيتها { وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ } كل ذلك علمه عند الله ، ولا يقع شيء مما ذكر إلا بعلمه سبحانه فإنه لا يخفى عليه شيء .

قوله : { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي } يوم القيامة ، يوم الفزع الأكبر ، والإياس الرعيب ، ينادي الله الظالمين الذين اتخذوا من دونه شركاء وأندادا : أين شركائي الذين عبدتموهم معي ، يناديهم بذلك على رؤوس الخلائق ، فيجيبون مستبئسين مذعورين { قَالُوا آَذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ } { مَا } نافية . يعني : أعلمناك ما منا من أحد يشهد أن لك شريكا .


[4072]:مختار الصحاح ص 579.