لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{۞إِلَيۡهِ يُرَدُّ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِۚ وَمَا تَخۡرُجُ مِن ثَمَرَٰتٖ مِّنۡ أَكۡمَامِهَا وَمَا تَحۡمِلُ مِنۡ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلۡمِهِۦۚ وَيَوۡمَ يُنَادِيهِمۡ أَيۡنَ شُرَكَآءِي قَالُوٓاْ ءَاذَنَّـٰكَ مَامِنَّا مِن شَهِيدٖ} (47)

قوله عز وجل : { إليه يرد علم الساعة } يعني إذا سأل عنها سائل قيل له لا يعلم وقت قيام الساعة إلا الله تعالى ولا سبيل للخلق إلى معرفة ذلك { وما تخرج من ثمرات من أكمامها } أي من أوعيتها ، وقال ابن عباس : هو الكفرى قبل أن ينشق { وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه } أي يعلم قدر أيام الحمل وساعاته ومتى يكون الوضع وذكر الحمل هو أم أنثى ومعنى الآية كما يرد إليه علم الساعة فكذلك يرد إليه علم ما يحدث من كل شيء كالثمار والنتاج وغيره .

فإن قلت قد يقول الرجل الصالح من أصحاب الكشف قولاً فيصيب فيه و كذلك الكهان و المنجمون .

قلت أما أصحاب الكشف إذا قالوا قولاً فهو من إلهام الله تعالى و إطلاعه إياهم عليه فكان من علمه الذي يرد إليه أما الكهان و المنجمون فلا يمكنهم القطع و الجزم في شيء مما يقولونه البتة ، و إنما غايته ادعاء ظن ضعيف قد لا يصيب و علم الله تعالى هو العلم اليقين المقطوع به الذي لا يشركه فيه أحد { و يوم يناديهم } أي ينادي الله تعالى المشركين فيقول { أين شركائي } أي الذين تدعون أنها آلهة { قالوا } يعني المشركين { آذناك } أي أعلمناك { ما منا من شهيد } أي يشهد أن لك شريكاً و ذلك لما رأوا العذاب تبرؤوا من الأصنام .