لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْۗ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَفۡقَهُونَ} (7)

قوله جل ذكره : { هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّواْ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنٍَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ } .

كأنهم مربوطون بالأسباب ، محجوبون عن شهود التقدير ، غيرُ متحقِّقين بتصريف الأيام ، فأنْطَقَهُم بما خَامَرَ قلوبَهم مِنْ تَمَنِّي انطفاء نورِ رسول الله ، وانتكاث شَمْلِهم ، فتواصَوْا فيما بينهم بقولهم : { لاَ تُنفِقُواْ عَلى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ } فقال تعالى : { وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ السَّمَاوَاتِ } .

وليس استقلالُك - يا محمد - ولا استقلالُ أصحابِك بالمرزوقين . . بل بالرازق ؛ فهو الذي يمسككم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْۗ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَفۡقَهُونَ} (7)

{ هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا } يتفرقوا ، { ولله خزائن السماوات والأرض } فلا يعطي أحد أحداً شيئاً إلا بإذنه ولا يمنعه إلا بمشيئته ، { ولكن المنافقين لا يفقهون } أن أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْۗ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَفۡقَهُونَ} (7)

قوله : { هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضّوا } ينفضوا من الفضّ والانفضاض يعني التفرق{[4547]} أي يقول المنافقون لمن حولهم من الناس : لا تنفقوا على الذين عند محمد من أصحابه المهاجرين حتى يتفرقوا عنه .

قوله : { ولله خزائن السماوات والأرض } الله مالك كل شيء ، وبيده مقاليد السماوات والأرض . فهو الباسط الرازق المعطي كيف يشاء ولن يستطيع أحد أن يدفع الرزق من الله عن عباده { ولكن المنافقين لا يفقهون } لا يعون هذه الحقيقة ولا يدركونها لغفلتهم وضلالهم وفساد قلوبهم وكفرهم بالله ورسوله .


[4547]:المصباح المنير جـ 2 ص 130 ومختار الصحاح ص 506.