فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْۗ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَفۡقَهُونَ} (7)

ثم ذكر سبحانه بعض قبائحهم فقال : { هُمُ الذين يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ على مَنْ عِندَ رَسُولِ الله حتى يَنفَضُّواْ } أي حتى يتفرّقوا عنه ، يعنون بذلك فقراء المهاجرين ، والجملة مستأنفة جارية مجرى التعليل لفسقهم ، أو لعدم مغفرة الله لهم . قرأ الجمهور { يَنْفَضُّوا } من الانفضاض ، وهو التفرّق ، وقرأ الفضل بن عيسى الرقاشي ( ينفضوا ) من أنفض القوم : إذا فنيت أزوادهم ، يقال نفض الرجل وعاءه من الزاد فانفضّ . ثم أخبر سبحانه بسعة ملكه فقال : { وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السموات والأرض } أي إنه هو الرزاق لهؤلاء المهاجرين ، لأن خزائن الرزق له فيعطي من شاء ما شاء ويمنع من شاء ما شاء { ولكن المنافقين لاَ يَفْقَهُونَ } ذلك ولا يعلمون أن خزائن الأرزاق بيد الله عزّ وجلّ وأنه الباسط القابض المعطي المانع .

/خ8