لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْۗ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَفۡقَهُونَ} (7)

قوله جل ذكره : { هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّواْ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنٍَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ } .

كأنهم مربوطون بالأسباب ، محجوبون عن شهود التقدير ، غيرُ متحقِّقين بتصريف الأيام ، فأنْطَقَهُم بما خَامَرَ قلوبَهم مِنْ تَمَنِّي انطفاء نورِ رسول الله ، وانتكاث شَمْلِهم ، فتواصَوْا فيما بينهم بقولهم : { لاَ تُنفِقُواْ عَلى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ } فقال تعالى : { وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ السَّمَاوَاتِ } .

وليس استقلالُك - يا محمد - ولا استقلالُ أصحابِك بالمرزوقين . . بل بالرازق ؛ فهو الذي يمسككم .