ووَعَدَ الوالدين قبولَ الطاعة بقوله جلَّ ذكره : { أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِئَّاتِهِم فِي أَصْحَاب الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُواْ يُوْعَدُونَ } .
فقبولُ الطاعةِ وغفران الزَّلَّة مشروطان ببرِّ الوالدين ، وقد ذمَّ اللَّهُ - سبحانه- الذي يتصف في حقهما بالتأفُّفِ ، وفي ذلك تنبيهٌ على ما وراء ذلك من أي تعنُّف ، وعلى أنَّ الذي يَسْلكُ ذلك يكونُ من أهل الخسران ، وبالتالي يكون ناقصَ الإيمان .
وسبيلُ العبدِ في رعاية حق الوالدين أن يُصْلِح ما بينه وبين الله ، فحينئذٍ يَصْلُحُ ما بينه وبين غيره - على العموم ، وأهله - على الخصوص .
وشَرُّ خصَال الولد في رعاية حق والديه أَنْ يتبَرَّم بطول حياتهما ، ويتأذَّى بما يحفظ من حقهما . وعن قريب يموت الأصلُ ويبقى النسلُ ، ولا بدَّ من أن يتبع النسلُ الأصلَ ، وقد قالوا في هذا المعنى :
رويدك إن الدهرَ فيه كفايةٌ *** لتفريق ذات البيْنِ . . فانتظر الدهرا
قوله : { أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا } يعني أعمالهم الصالحة التي عملوها في الدنيا ، وكلها حسن ، والأحسن بمعنى الحسن ، فيثيبهم عليها ، { ونتجاوز عن سيئاتهم } فلا نعاقبهم عليها ، قرأ حمزة والكسائي وحفص : { ونتجاوز } بالنون ، أحسن نصب ، وقرأ الآخرون بالياء ، وضمها ، أحسن رفع . { في أصحاب الجنة } مع أصحاب الجنة ، { وعد الصدق الذي كانوا يوعدون } وهو قوله عز وجل : { وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار } ( التوبة-72 ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.