النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنۡهُمۡ أَحۡسَنَ مَا عَمِلُواْ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّـَٔاتِهِمۡ فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلۡجَنَّةِۖ وَعۡدَ ٱلصِّدۡقِ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ} (16)

قوله عز وجل : { أُوْلَئكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أنهم إذا أسلموا قبلت حسناتهم وغفرت سيئاتهم ، قاله زيد بن أسلم يحكيه مرفوعاً .

الثاني : هو إعطاؤهم بالحسنة عشراً رواه أبو هلال .

الثالث : هي الطاعات لأنها الأحسن من أعماله التي يثاب عليها وليس في المباح ثواب ولا عقاب ، حكاه ابن عيسى .

{ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِم فِي أَصْحَابِ الجَنَّةِ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : نتجاوز عن سيئاتهم بالرحمة .

الثاني : نتجاوز عن صغائرهم بالمغفرة .

الثالث : نتجاوز عن كبائرهم بالتوبة .

{ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ } وعد الصدق الجنة ، الذي كانوا يوعدون في الدنيا على ألسنة الرسل .