فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنۡهُمۡ أَحۡسَنَ مَا عَمِلُواْ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّـَٔاتِهِمۡ فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلۡجَنَّةِۖ وَعۡدَ ٱلصِّدۡقِ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ} (16)

{ أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا } .

الفريق المؤمن المحسن البار بوالديه الحافظ لأهله وذريته يتقبل الله السميع العليم عنهم أعمالهم الصالحة- الطاعات والقربات-

{ ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة } .

ونترك مؤاخذتهم بإساءات غفرناها وسترناها ، وعفونا عنهم مع أهل النعيم وأصحاب الجنة ، فلله الحمد أن سبقت رحمته غضبه ، وعفوه سبق مؤاخذته ، وبشراه الحق : { إن تجتنبوا كبائر ما تُنهون عنه نُكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما } . {[4616]}

{ وعد الصدق الذي كانوا يوعدون( 16 ) } .

{ وعد } نصب لأنه مصدر مؤكد لما قبله ؛ وقريب منه قوله سبحانه : { . . حق اليقين } . أو التقدير : وعد الكتاب الصدق ، فحذف الموصوف ، ولا يخلف الله وعده . والآيتان الكريمتان السابقتان بشرتا أهل البر ، ثم تليهما آيتان في أهل العقوق .


[4616]:سورة النساء. الآية 31.