بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنۡهُمۡ أَحۡسَنَ مَا عَمِلُواْ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّـَٔاتِهِمۡ فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلۡجَنَّةِۖ وَعۡدَ ٱلصِّدۡقِ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ} (16)

قوله تعالى { أولئك } يعني : أهل هذه الصفة . يعني : أبا بكر ووالديه ، وذريته ، ومن كان في مثل حالهم { الذين نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ } يعني : ستجزيهم بإحسانهم . قرأ حمزة ، والكسائي ، وعاصم في رواية حفص ، { نَتَقَبَّل } بالنون { وَنَتَجَاوَزُ } بالنون . وقرأ الباقون بالياء والضم . فمن قرأ بالنون ، فهو على معنى الإضافة إلى نفسه ، يعني : نتقبل نحن ، ونصب أحسن لوقوع الفعل عليه ، ومن قرأ بالياء والضم ، فهو على معنى فعل ، ما لم يسم فاعله . ولهذا رفع قوله : «أَحْسَنُ » لأنه مفعول ما لم يسم فاعله .

ثم قال { وَنَتَجَاوَزُ عَن سيئاتهم } يعني : ما فعلوا قبل التوبة ، فلا يعاقبون عليها { في أصحاب الجنة } يعني : هم مع أصحاب الجنة . وروى أبو معاوية ، عن عاصم الأحول ، عن الحسن قال : مَنْ يَعْمَل سُوءا يُجْزَ بِهِ ، إنما ذلك لمن أراد الله هوانه ، وأما من أراد الله كرامته ، فإنه يتجاوز عن سيئاته فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ . ثم قال : { وَعْدَ الصدق } يعني : وعد الصدق في الجنة . قوله تعالى { الذي كَانُواْ يُوعَدُونَ } .