الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنۡهُمۡ أَحۡسَنَ مَا عَمِلُواْ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّـَٔاتِهِمۡ فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلۡجَنَّةِۖ وَعۡدَ ٱلصِّدۡقِ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ} (16)

وقرىء : «يتقبل » ويتجاوز ، بفتح الياء ، والضمير فيهما لله عز وجل . وقرئا بالنون .

فإن قلت : ما معنى قوله : { فِى أصحاب الجنة } ؟ قلت : هو نحو قولك : أكرمني الأمير في ناس من أصحابه ، تريد : أكرمني في جملة من أكرم منهم ، ونظمني في عدادهم ، ومحله النصب على الحال ، على معنى : كائنين في أصحاب الجنة ومعدودين فيهم { وَعْدَ الصدق } مصدر مؤكد ؛ لأن قوله : يتقبل ، ويتجاوز : وعد من الله لهم بالتقبل والتجاوز . وقيل : نزلت في أبي بكر رضي الله عنه وفي أبيه أبي قحافة وأمّه أم الخير وفي أولاده ، واستجابة دعائه فيهم . وقيل : لم يكن أحد من الصحابة من المهاجرين منهم والأنصار أسلم هو وولداه وبنوه وبناته غير أبي بكر رضي الله عنه .