تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنۡهُمۡ أَحۡسَنَ مَا عَمِلُواْ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّـَٔاتِهِمۡ فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلۡجَنَّةِۖ وَعۡدَ ٱلصِّدۡقِ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ} (16)

الآية 16 وقوله تعالى : { أولئك الذين نتقبّل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم } كان لهم أعمال{[19315]} حسنات وسيئات ، وأخبر أنه يتقبّل عنهم حسناتهم ، ويجزيهم جزاءها ، ويتجاوز عن سيئاتهم ، ويُكفّرها ، ولا يجزيهم جزاءها فضلا منه ورحمة . والمراد من الأحسن الحسن ، ويجوز ذلك في اللغة .

وقوله تعالى : { وعد الصِّدق الذي كانوا يوعدون } أي ذلك الذي أخبر ، وذكر أنه يفعل لهم ، هو وعد الصدق [ الذي يفي ]{[19316]} لهم ، وهو{[19317]} قادر على وفاء ما وعد .

ومن يكون منه الخُلف في الوعد في الشاهد إنما يكون لأحد وجوه ثلاثة : إما لعجز يمنعه عن وفاء ما وعد ، [ وإما لجهل ]{[19318]} وبدو يبدو له ، فيرجع عن ذلك ، [ وإما لحاجة ]{[19319]} والله سبحانه وتعالى يتعالى عن ذلك كلّه للقدرة الذاتية والغنى الذاتي والعلم الأزليّ ، والله الموفّق .


[19315]:في الأصل وم: عملان.
[19316]:في الأصل: الذي: ذلك، في م: يفي ذلك.
[19317]:الواو ساقطة من الأصل.
[19318]:في الأصل وم: أو جهل.
[19319]:في الأصل وم: أو حاجة.