قوله : { أولئك الذين نتقبل عنهم } قرأ الأَخَوانِ وحَفْصٌ : نَتَقَبَّلُ بفتح النون مبنياً للفاعل ونصب «أحسن » على المفعول به ، وكذلك «نتَجَاوَزُ » والباقون بنيابتهما للمفعول ، ورفع «أحْسَن : لقيامه مقام الفاعل ، ومكان النون ياء مضمومة في الفعلين{[50942]} . والحَسَنُ والأَعْمَشُ وعِيسَى بالياء من تحت ، والفاعل الله تعالى{[50943]} .
ومعنى أولئك أي أهل هذا القول الذي تقدَّم ذكره ، فمن يدعو بهذا الدعاء نتقبل عنهم ، والتقبل من الله هو إيجاب الثواب له على عمله . وقوله : { أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ } يعني أعمالهم الصالحة التي عملوها في الدنيا وكلها حسن .
فإن قيل : كيف قال : { أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ } والله يَتَقبَّل الأحْسَنَ وَمَا دُونَه ؟ !
الأول : المراد بالأحسن الحسن ، كقوله تعالى : { واتبعوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ } [ الزمر : 55 ] وكقولهم : النَّاقِصُ والأشجُّ أعدلا بني مروان أي عادلاً بني مروان .
الثاني : أنّ الحسن من الأعمال هو المباح الذي لا يتعلق به ثواب ، ولا عقاب ، والأحسن ما يغاير ذلك وهو المندوب أو الواجب{[50944]} .
وقوله : { وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ } فلا يعاقبهم عليها .
قوله : { في أصحاب الجنة } فيه أوجه :
أظهرها : أنه في محل أي كائنين في جملة أصحاب الجنة كقولك : «أَكْرَمَنِي الأَميرُ في أصحابِهِ » أي في جُمْلَتِهِم{[50945]} .
والثاني : أن «في » معناها «مَعَ »{[50946]} .
الثالث : أنها خبر ابتداء مضمر أي هُمْ في أصحاب الجنَّة{[50947]} .
قوله : { وَعْدَ الصدق } مصدر مؤكد لمضمون الجملة السابقة لأن قوله : { أولئك الذين نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ } في معنى الوعد ، فيكون قوله : «نَتَقَبَّلُ وَنَتَجَاوَزُ » وعداً من الله بالتقبل والتجاوز{[50948]} والمعنى ( أنه{[50949]} ) يعامل من صفته ما قدمناه بهذا الجزاء ، وذلك وعد من الله ، فبين أنه صدق لا شك فيه{[50950]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.