ولما وصف هذا المؤمن بادئاً به لكونه في سياق الإحسان ، وكان المراد بالإنسان الجنس ، قال مادحاً له بصيغة الجمع منبهاً على أن قبول الطاعات مشروط ببر{[58778]} الوالدين لأن ما ظهر دليل ما بطن ، ومن لا يشكر من كان من جنسه لا سيما{[58779]} وهو أقرب الناس إليه لا سيما وهو السبب في إيجاده لم يشكر الله كما في الحديث " لا{[58780]} يشكر الله من لا يشكر الناس " ومن صلح ما بينه وبين الله صلح ما بينه وبين-{[58781]} الناس عامة لا سيما الأقارب نسباً أو مكاناً لا سيما الوالدين : { أولئك } أي العالو الرتبة { الذين نتقبل } بأسهل وجه{[58782]} { عنهم } وأشار سبحانه بصيغة التفعل إلى أنه عمل في قبوله عمل المعتني ، وقرأ{[58783]} حمزة والكسائي وحفص{[58784]} بالنون فيه وفي الذي بعده ، ويدل على ذلك قوله تعالى : { أحسن } ويجوز أن يراد به مطلق {[58785]}الدعاء أو الطاعات{[58786]} ويكون ما دون الأحسن مقبولاً ، قبولاً مطلقاً على مقدار النية فيه ، وتكون {[58787]}التعدية يعني {[58788]} إشارة إلى أن جبلاتهم مبنية على الترقي{[58789]} في معارج{[58790]} الكمال في كل وقت إلى غير نهاية ، فتكون{[58791]} هذه المحاسن ليست منهم-{[58792]} بمعنى أنهم مجبولون على أعلى منها في نهاياتهم والعبرة بالنهايات{[58793]} ولذلك{[58794]} قال تعالى : { ما عملوا } ولم يقل : أعمالهم . ولما كان الإنسان محل النقصان وإن كان محسناً ، نبه على ذلك وعلى أن شرط تكفير السيئات التوبة بقوله تعالى : { ونتجاوز } أي بوعد مقبول لا بد من كونه ، وهو معنى قراءة حمزة والكسائي بالنون في الفعلين { عن سيئاتهم } أي فلا يعابهم عليها .
ولما كان هذا مفهماً لأنهم من أهل الجنة ، صرح{[58795]} به زيادة في مدحهم بقوله : { في أصحاب الجنة } أي أنه فعل بهم ذلك وهم في عدادهم لأنهم لم يزالوا فيهم{[58796]} لأنهم ما برحوا{[58797]} بعين الرضا . ولما كان هذا وعداً ، أكد مضمونه بقوله : { وعد الصدق } لكونه مطابقاً للواقع { الذي كانوا } {[58798]}بكون ثابت{[58799]} جداً { يوعدون * } أي يقطع لهم الوعد به في الدنيا ممن لا أصدق منهم ، وهم الرسل عليهم الصلاة والسلام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.