محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنۡهُمۡ أَحۡسَنَ مَا عَمِلُواْ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّـَٔاتِهِمۡ فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلۡجَنَّةِۖ وَعۡدَ ٱلصِّدۡقِ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ} (16)

[ 16 ] { أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون 16 } .

{ أولئك } أي الموصوفون بالتوبة والاستقامة { الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا } أي : من الصالحات فنجازيهم عليها { ونتجاوز عن سيئاتهم } أي : فلا نعاقبهم عليها لتوبتهم { في أصحاب الجنة } أي : معدودين في زمرتهم ثوابا ومقاما .

قال الشهاب : والظاهر أنه من قبيل{[6566]} { وكانوا فيه من الزاهدين } ليدل على المبالغة بعلوّ منزلتهم فيها ، إذ قولك ( فلان من العلماء ) أبلغ من قولك ( عالم ) . ولم يبيّنوه هاهنا ، ومن لم يتنبه لهذا قال { في } بمعنى ( مع ) . انتهى .

{ وعد الصدق الذي كانوا يوعدون } أي : وعدهم تعالى هذا الوعد ، وعد الحق في الدنيا ، وهو موفيه لهم في الآخرة ، كما قال : {[6567]} { وما ألتناهم من عملهم من شيء } .

ثم بيّن تعالى نعت من عصى ما وصّي به من الإحسان لوالديه ، من كل ولد عاق كافر ، وما له في مآله ، بقوله سبحانه : { والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين 17 } .


[6566]:[12/ يوسف/ 20].
[6567]:[52/ الطور/ 21].