لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{لِإِيلَٰفِ قُرَيۡشٍ} (1)

مقدمة السورة:

قوله جل ذكره : { بسم الله الرحمان الرحيم } .

" بسم " : الباء في " بسم " تشير إلى براءة سر الموحدين عن حسبان الحدثان ، وعن كل شيء مما لم يكن فكان ، وتشير إلى الانقطاع إلى الله في السراء والضراء ، والشدة والرخاء .

والسين تشير إلى سكونهم في جميع أحوالهم تحت جريان ما يبدو من الغيب بشرط مراعاة الأدب .

والميم تشير إلى منة الله عليهم بالتوفيق لما تحققوا به من معرفته ، وتخلقوا به من طاعته .

قوله جلّ ذكره : { لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ إِلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ } .

" الإيلاف " : مصدر آلَفَ ، إذا جَعَلْتَهُ يَأْلَف . . . وهو أَلِفَ إِلْفاً .

والمعنى : جعلهم كعصفٍ مأكولٍ لإيلافِ قريْشْ ، أي لِيَأْلَفوا رحلتهم في الشتاء والصيف .

وكانت لهم رحلتان للامتيار : رحلةٌ إلى الشام في القيظ ، ورحلة إلى اليمن في الشتاءِ ، والمعنى : أنعم اللَّهُ عليهم بإهلاكِ عدوِّهم ليؤلَّفَهم رحلتيهم .