وأخرج البخاري في تاريخه والحاكم وصححه والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الخلافيات عن أم هانىء بنت أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : «فضل الله قريشاً بسبع خصال لم يعطها أحداً قبلهم ، ولا يعطيها أحداً بعدهم : إني فيهم- وفي لفظ النبوّة فيهم- والخلافة فيهم ، والحجابة فيهم ، والسقاية فيهم ، ونصروا على الفيل ، وعبدوا الله سبع سنين- وفي لفظ عشر سنين- لم يعبده أحد غيرهم ، ونزلت فيهم سورة من القرآن لم يذكر فيها أحد غيرهم { لإِيلاف قريش } » .
وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه وابن عساكر عن الزبير بن العوّام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «فضل الله قريشاً بسبع خصال : فضلهم بأنهم عبدوا الله عشر سنين لا يعبده إلا قريش ، وفضلهم بأنه نصرهم يوم الفيل وهم مشركون ، وفضلهم بأنه نزلت فيهم سورة من القرآن لم يدخل فيها أحد من العالمين غيرهم وهي { لإِيلاف قريش } ، وفضلهم بأن فيهم النبوّة والخلافة والحجابة والسقاية » .
وأخرج الخطيب في تاريخه عن سعيد بن المسيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله فضل قريشاً بسبع خصال : أنا منهم ، وأن الله أنزل فيهم سورة كاملة من كتابه لم يذكر فيها أحداً غيرهم ، وأنهم عبدوا الله عشر سنين لا يعبده أحد غيرهم ، وأن الله نصرهم يوم الفيل ، وأن الخلافة والسقاية والسدانة فيهم » .
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر عن إبراهيم قال : صلى عمر بن الخطاب بالناس بمكة عند البيت فقرأ { لإِيلاف قريش } قال : { فليعبدوا رب هذا البيت } وجعل يومئ بأصبعه إلى الكعبة وهو في الصلاة .
وأخرج الفريابي وابن جرير والطبراني والحاكم وابن مردويه عن أسماء بنت يزيد قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «ويل أمكم يا قريش { لإِيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف } » .
وأخرج أحمد وابن أبي حاتم عن أسماء بنت يزيد قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «{ لإِيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف } ويحكم يا قريش ، اعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف » .
وأخرج ابن جرير عن عكرمة أنه كان يقرأ : «لإِيلاف قريش إلفهم رحلة الشتاء والصيف » .
وأخرج ابن جرير عن عكرمة أنه كان يعيب { لإِيلاف قريش } ويقول إنما هي لتألف قريش ، وكانوا يرحلون في الشتاء والصيف إلى الروم والشام ، فأمرهم الله أن يألفوا عبادة رب هذا البيت .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله : { لإِيلاف قريش } قال : نعمتي على قريش { إيلافهم رحلة الشتاء والصيف } قال : كانوا يشتون بمكة ويصيفون بالطائف { فليعبدوا رب هذا البيت } قال : الكعبة { الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف } قال : الجذام .
وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد { لإِيلاف قريش } قال : نعمتي على قريش { إيلافهم رحلة الشتاء والصيف } قال : إيلافهم ذلك ، فلا يشق عليهم رحلة شتاء ولا صيف { وآمنهم من خوف } قال : من كل عدوّ في حرمهم .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { لإِيلاف قريش إيلافهم } يقول : لزومهم { الذي أطعمهم من جوع } يعني قريشاً أهل مكة بدعوة إبراهيم حيث قال : { وارزقهم من الثمرات } [ إبراهيم : 37 ] { وآمنهم من خوف } حيث قال إبراهيم : { رب اجعل هذا البلد آمناً } [ إبراهيم : 35 ] .
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد أنه سئل عن قوله : { لإِيلاف قريش } فقرأ { ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل } إلى آخر السورة . قال : هذا لإِيلاف قريش ، صنعت هذا بهم لألفة قريش لئلا أفرق إلفهم وجماعتهم ، إنما جاء صاحب الفيل يستبيد حرمهم ، فصنع الله ذلك بهم .
وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن عمر بن عبد العزيز قال : كانت قريش في الجاهلية تحتفد ، وكان إحتفادها أن أهل البيت منه كانوا إذا سافت -يعني هلكت أموالهم- خرجوا إلى براز من الأرض فضربوا على أنفسهم الأخبية ، ثم تناوبوا فيها حتى يموتوا من قبل أن يعلم بخلتهم ، حتى نشأ هاشم بن عبد مناف ، فلما نبل وعظم قدره في قومه قال : يا معشر قريش ، إن العز مع الكثرة ، وقد أصبحتم أكثر العرب أموالاً وأعزهم نفراً ، وإن هذا الاحتفاد قد أتى على كثير منكم ، وقد رأيت رأياً . قالوا : رأيك راشد ، فمرنا نأتمر . قال : رأيت أن أخلط فقراءكم بأغنيائكم ، فأعمد إلى رجل غني فأضم إليه فقيراً عياله بعدد عياله ، فيكون يوازره في الرحلتين رحلة الصيف إلى الشام ، ورحلة الشتاء إلى اليمن ، فما كان في مال الغني من فضل عاش الفقير وعياله في ظله ، وكان ذلك قطعاً للاحتفاد ، قالوا : نعم ، ما رأيت فألف بين الناس . فلما كان من أمر الفيل وأصحابه ما كان ، وأنزل الله ما أنزل ، وكان ذلك مفتاح النبوة ، وأول عز قريش ، حتى أهابهم الناس كلهم ، وقالوا : أهل الله ، والله معهم ، وكان مولد النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك العام ، فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم كان فيما أنزل الله عليه يعرف قومه وما صنع إليهم ، وما نصرهم من الفيل وأهله { ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل } [ الفيل : 1 ] إلى آخر السورة ، ثم قال : ولم فعلت ذلك يا محمد بقومك وهم يومئذ أهل عبادة أوثان ؟ فقال لهم : { لإِيلاف قريش } إلى آخر السورة ، أي لتراحمهم وتواصلهم ، وكانوا على شرك ، وكان الذي آمنهم منه من الخوف خوف الفيل وأصحابه ، وإطعامهم إياهم من الجوع من جوع الاحتفاد .
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { لإِيلاف قريش } الآية ، قال : نهاهم عن الرحلة ، وأمرهم أن يعبدوا رب هذا البيت ، وكفاهم المؤنة ، وكانت رحلتهم في الشتاء والصيف ، ولم يكن لهم راحة في شتاء ولا صيف ، فأطعمهم الله بعد ذلك من جوع ، وآمنهم من خوف ، فألفوا الرحلة ، وكان ذلك من نعمة الله عليهم .
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس { لإِيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف } قال : ألفوا ذلك ، فلا يشق عليهم .
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : { لإِيلاف قريش } قال : عادة قريش رحلة في الشتاء ورحلة في الصيف ، وفي قوله : { وآمنهم من خوف } قال : كانوا يقولون : نحن من حرم الله ، فلا يعرض لهم أحد في الجاهلية ، يأمنون بذلك ، وكان غيرهم من قبائل العرب إذا خرج أغير عليهم .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله : { لإِيلاف قريش } قال : كان أهل مكة يتعاورون البيت شتاء وصيفاً تجاراً آمنين ، لا يخافون شيئاً لحرمهم ، وكانت العرب لا يقدرون على ذلك ولا يستطيعونه من الخوف ، فذكرهم الله ما كانوا فيه من الأمن ، حتى إن كان الرجل منهم ليصاب في الحيّ من أحياء العرب فيقال : حرمي . قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : «من أذل قريشاً أذله الله » ، وقال : «ارقبوني وقريشاً ، فإن ينصرني الله عليهم فالناس لهم تبع » ، فلما فتحت مكة أسرع الناس في الإِسلام ، فبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «الناس تبع لقريش في الخير والشر ، كفارهم تبع لكفارهم ، ومؤمنوهم تبع لمؤمنيهم » .
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : { لإِيلاف قريش } الآية ، قال : أمروا أن يألفوا عبادة رب هذا البيت ، كإلفهم رحلة الشتاء والصيف .
وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر عن أبي صالح قال : علم الله حب قريش الشام فأمروا أن يألفوا عبادة رب هذا البيت كإيلافهم رحلة الشتاء والصيف .
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن أبي مالك في قوله : { لإِيلاف قريش } قال : كانوا يتجرون في الشتاء والصيف ، فألفتهم ذلك .
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : كانت قريش تتجر شتاء وصيفاً ، فتأخذ في الشتاء على طريق البحر وإيلة إلى فلسطين يلتمسون الدفء ، وأما الصيف فيأخذون قبل بصرى وأذرعات يلتمسون البرد ، فذلك قوله : { إيلافهم } .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : كانت لهم رحلتان : الصيف إلى الشام ، والشتاء إلى اليمن في التجارة .
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله : { وآمنهم من خوف } قال : لا يخطفون .
وأخرج ابن أبي حاتم عن الأعمش { وآمنهم من خوف } قال : خوف الحبشة .
وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك { وآمنهم من خوف } قال : من الجذام .
وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي ريحانة العامري أن معاوية قال لابن عباس : لم سميت قريش قريشاً ؟ قال : بدابة تكون في البحر أعظم دوابه يقال لها : القرش ، لا تمر بشيء من الغث والسمين إلا أكلته . قال : فأنشدني في ذلك شيئاً ، فأنشده شعر الجمحي إذ يقول :
وقريش هي التي تسكن البح *** ر بها سميت قريش قريشا
تأكل الغث والسمين ولا تت *** رك منها لذي الجناحين ريشا
هكذا في البلاد حتى قريش *** يأكلون البلاد أكلاً كميشا
ولهم آخر الزمان نبي *** يكثر القتل فيهم والخموشا
وأخرج ابن سعد عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم أن عبد الملك بن مروان سأل محمد بن جبير : متى سميت قريش قريشاً ؟ قال : حين اجتمعت إلى الحرم من تفرقها ، فذلك التجمع التقرش ، فقال عبد الملك : ما سمعت هذا ، ولكن سمعت أن قصياً كان يقال له : القرشي ، ولم تسم قريش قبله .
وأخرج ابن سعد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال : لما نزل قصيّ الحرم ، وغلب عليه فعل أفعالاً جميلة ، فقيل له : القرشي ، فهو أول من سمي به .
وأخرج أحمد عن قتادة بن النعمان أنه وقع بقريش فكأنه نال منهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا قتادة ، لا تسبن قريشاً ، فإنه لعلك أن ترى منهم رجالاً تزدري عملك مع أعمالهم ، وفعلك مع أفعالهم ، وتغبطهم إذا رأيتهم ، لولا أن تطغى قريش لأخبرتهم بالذي لهم عند الله » .
وأخرج ابن أبي شيبة عن معاوية ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «الناس تبع لقريش في هذا الأمر ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإِسلام إذا فقهوا ، والله لولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لخيارها عند الله » قال : وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «خير نسوة ركبن الإِبل صالح نساء قريش ، أرعاه على زوج في ذات يده ، وأحناه على ولد في صغره » .
وأخرج أحمد وابن أبي شيبة والنسائي عن أنس قال : كنا في بيت رجل من الأنصار فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقف ، فأخذ بعضادتي الباب فقال : «الأئمة من قريش ، ولهم عليكم حق ، ولكم مثل ذلك ما إن استحكموا عدلوا ، وإن استرحموا رحموا ، وإذا عاهدوا أوفوا ، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين » .
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن جبير بن مطعم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن للقرشي مثلي قوة الرجل من غير قريش » . قيل للزهري : ما عني بذلك ؟ قال : نبل الرأي .
وأخرج ابن أبي شيبة عن سهل بن أبي حثمة أن رسول صلى الله عليه وسلم قال : «تعلموا من قريش ولا تعلموها ، وقدموا قريشاً ولا تؤخروها ، فإن للقرشي قوة الرجلين من غير قريش » .
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي جعفر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تقدموا قريشاً فتضلوا ، ولا تأخروا عنها فتضلوا ، خيار قريش خيار الناس ، وشرار قريش شرار الناس ، والذي نفس محمد بيده لولا أن تبطر قريش لأخبرتها ما لها عند الله » .
وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الناس تبع لقريش في الخير والشر إلى يوم القيامة » .
وأخرج ابن أبي شيبة عن إسماعيل بن عبد الله بن رفاعة عن أبيه عن جده قال : جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً فقال : «هل فيكم من غيركم ؟ قالوا : لا إلا ابن أختنا ومولانا وحليفتنا ، فقال : ابن أختكم منكم ، ومولاكم منكم ، إن قريشاً أهل صدق وأمانة ، فمن بغى لهم الغواء أكبه الله على وجهه » .
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «والناس تبع لقريش في هذا الأمر ، خيارهم تبع لخيارهم ، وشرارهم تبع لشرارهم » .
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على باب فيه نفر من قريش فقال : «إن هذا الأمر في قريش » .
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش : «إن هذا الأمر فيكم ، وأنتم ولاته » .
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان » ، وحرك أصبعيه .
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الملك في قريش ، والقضاء في الأنصار ، والأذان في الحبشة » .
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبيد بن عمير قال : دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش فقال : «اللهم كما أذقت أولهم عذاباً فأذق آخرهم نوالاً » .
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعد بن أبي وقاص أن رجلاً قتل فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال :«أبعده الله ، إنه كان يبغض قريشاً » .
وأخرج الترمذي وصححه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم «أذقت أول قريش نكالاً ، فأذق آخرهم نوالاً » .