لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{كَذَٰلِكَ أَرۡسَلۡنَٰكَ فِيٓ أُمَّةٖ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهَآ أُمَمٞ لِّتَتۡلُوَاْ عَلَيۡهِمُ ٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَهُمۡ يَكۡفُرُونَ بِٱلرَّحۡمَٰنِۚ قُلۡ هُوَ رَبِّي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ مَتَابِ} (30)

لئن أرسلناك بالنبوة إليهم فلقد أرسلنا قبلك كثيراً من الرسل ، ولئن أصابك منهم بلاءٌ فلقد أصاب مَنْ قَبْلَكَ كثيرٌ من البلاء ، فاصْبِرْ كما صَبَرُوا تُؤْجَرْ كما أُجِرُوا .

قوله جلّ ذكره { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّى لا إلَهَ إلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ } .

لئن كفروا بنا فآمِنْ أنت ، وإذا آمنتَ فلا تبالِ بِمَنْ جَحَد ، فإِنَّك أنت المقصودُ من البَرِيَّة ، والمخصوصُ بالرسالة والمحبة .

لو كان يجوز في وصفنا أن يكون لنا غرضٌ في أفعالنا .

ولو كان الغرض في الخِلْقَة فأنت سيد البَشَر ، وأنت المخصوص من بين البشرية بحسن الإقبال ، فهذا مخلوق يقول في مخلوق :

وكنتُ أَخَّرْتُ أوطاري لوقت *** فكان الوقت وقتك والسلام

وكنت أطالِبُ الدنيا بِحُبِّ *** فكنتَ الحُبَّ . . وانقطع الكلام