قوله تعالى : { كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ } : الكافُ في محلِّ نصبٍ كنظائرها . قال الزمخشري : " مثلَ ذلك الإِرسالِ أَرْسلناك ، يعني : ارسلناك إرسالاً له شأن " . وقيل : الكافُ متعلِّقةٌ بالمعنى الذي في قوله { إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي } [ الرعد : 27 ] ، أي : " كما أنفذ اللهُ هذا كذلك ارسلناك " . وقال ابن عطية : " الذي يظهر لي أن المعنى : كما أَجْرَيْنا العادةَ بأنَّ الله يُضِلُّ ويَهْدِيْ لا بالآياتِ المقترحةَ ، فكذلك أيضاً فَعَلنا في هذه الأمَّةِ : أرسَلْناك إليها بوحيٍ لا بآيات مقترحة " .
وقال أبو البقاء : " كذلك " [ التقديرُ : ] الأمر كذلك فجعلها في موضعِ رفعٍ . وقال الحوفي : " الكافُ للتشبيه في موضع نصب ، أي : كفِعْلِنا الهدايةَ والإِضلال " . والإِشارةُ ب " ذلك " إلى ما وَصَفَ به نفسَه مِنْ أنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يشاء ويَهْدِي مَنِ يشاء .
قوله : { قَدْ خَلَتْ } جملةٌ [ في محلِّ جرٍّ صفةً ] . و " لتتلُوَ " متعلِّقٌ ب " أَرْسَلْناك " .
قوله : { وَهُمْ يَكْفُرُونَ } يجوز أن تكونَ هذه الجملةُ استئنافيةً وأن تكونَ حاليةً ، والضميرُ في " وهم " عائدٌ على " أمة " من حيث المعنى ، ولو عاد على لفظِها لكان التركيبُ " وهي تكفر " . وقيل : الضميرُ عائدٌ على " أمَّة " وعلى " أُمَم " . وقيل : على الذين قالوا : { لَوْلاَ أُنزِلَ } [ الرعد : 27 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.