بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{كَذَٰلِكَ أَرۡسَلۡنَٰكَ فِيٓ أُمَّةٖ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهَآ أُمَمٞ لِّتَتۡلُوَاْ عَلَيۡهِمُ ٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَهُمۡ يَكۡفُرُونَ بِٱلرَّحۡمَٰنِۚ قُلۡ هُوَ رَبِّي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ مَتَابِ} (30)

قوله تعالى : { كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِى أُمَّةٍ } يقول : هكذا بعثناك في أمة كما بعثنا إلى من كان قبلك من الرجال في الأمم الخالية { قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا } يعني : قد مضت من قبل قومك { أُمَمٌ لّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ } يعني : أرسلناك لتقرأ عليهم { الذى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } من القرآن { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بالرحمن } يعني : يجحدون ، ويكذبون ، وذلك أن عبد الله بن أمية المخزومي وأصحابه ، قالوا : ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة الكذاب .

قال الله تعالى : { قُلْ هُوَ رَبّى } يعني : قل يا محمد : الرحمن الذي تكفرون به ، هو الله ربي الذي { لا إله إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } يعني : فوضت أمري إليه { وَإِلَيْهِ مَتَابِ } يعني : وإليه أتوب وأرجع .