لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُطۡلِعَكُمۡ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَجۡتَبِي مِن رُّسُلِهِۦ مَن يَشَآءُۖ فَـَٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۚ وَإِن تُؤۡمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمۡ أَجۡرٌ عَظِيمٞ} (179)

جمعهم اليومَ من حيث الأشخاص والمباني ، ولكنه فرَّقهم في الحقائق والمعاني ؛ فَمِنْ طيِّبةٍ سجيته ، وزمن خبيئةٍ طِينَتُه . وهم وإن كانوا مشائب ففي بصيرة الخواص هم ممتازون .

{ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الغَيْبِ } : فإنَّ أسرار الغيب لا تظهر للمتلوثين بأدناس البشرية ، وإن الحق سبحانه مستأثر بعلم ما جلَّ وقلَّ ، فيختص من يشاء من أنبيائه بمعرفة بعض أسراره .