قوله تعالى : { مَّا كَانَ الله لِيَذَرَ }[ آل عمران :179 ]
أيْ : ليدع المؤمنين مختلطين بالمنافقين ، مُشْكِلاً أمرَهُم ، ( حتى يميز ) بعْضَهُم مِنْ بعض ، بما يظهره مِنْ هؤلاء وهؤلاء في «أُحُدٍ » من الأفعال والأقوال ، هذا تفسيرُ مجاهد ، وغيره .
وقوله : { وَمَا كَانَ الله لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الغيب } ، أي : في أمر أُحُدٍ ، وما كان من الهزيمة ، وأيضاً : فما كان اللَّه ليطلعكم على المنافقين تصريحاً وتسميةً لهم ، ولكنْ بقرائنِ أفعالهم وأقوالهم ، قال الفَخْر : وذلك أنَّ سنة اللَّه جاريةٌ بأنَّه لا يُطْلِعُ عوامَّ الناس على غَيْبِهِ ، أي : لا سبيلَ لكم إلى معرفة ذلك الامتياز إلاَّ بامتحانات ، كما تقدَّم ، فأمَّا معرفةُ ذلك على سبيلِ الإطلاعِ مِنَ الغَيْبِ ، فهو من خواصِّ الأنبياء ، فلهذا قال تعالى : { وَلَكِنَّ الله يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ } انتهى .
وقال الزَّجَّاج ، وغيره : رُوِيَ أنَّ بعض الكُفَّار قال : لِمَ لا يكونُ جميعنا أنبياءَ ؟ فنَزَلَتْ هذه الآيةُ ، و{ يَجْتَبِي } : معناه يَخْتَارُ ويصْطَفِي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.