قوله ( مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُومِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ ) الآية [ 179 ] .
معناها : إن الله تعالى ذكره أخبرهم أنه لم يكن ليدع المؤمن ملتبساً بالمنافق وما يعرف بعضهم بعضاً ولكن ميزهم يوم أحد فعرف نفاق من رجع ، وإيمان من ثبت فالخبيث المنافق والطيب المؤمن . وقيل المعنى : يميز المؤمن [ من ]( {[11314]} ) الكافر( {[11315]} ) . وقيل : يميزهم بالهجرة فيعلم المؤمن من الكافر( {[11316]} ) .
قال السدي : قالوا إن كان محمد( {[11317]} ) صادقاً ، فيخبرنا بمن يؤمن [ منا ]( {[11318]} ) ممن يكفر به( {[11319]} ) .
وقيل المعنى : حتى يميزهم بالفرائض [ ولا ]( {[11320]} ) يدعهم على الإقرار فقط( {[11321]} ) .
ثم قال : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الغَيْبِ ) أي : وما كان الله ليطلع المؤمنين على الغيب فيما يريد أن يبتليكم به فتحذروا منه ( وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُّسُلِهِ مَنْ يَّشَاءُ ) فيطلعه على ذلك . وقيل( {[11322]} ) : المعنى ما كان الله أيها المؤمنون ليطلعكم على ضمائر( {[11323]} ) عباده ، فتعرفوا المؤمن من المنافق ، ولكنه يميز بينكم بالمحن والابتلاء ( وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَنْ يَّشَاءُ ) فيطلعه على بعض ضمائر من يشاء بوحي .
ومعنى يجتبي : يستخلص ويختار( {[11324]} ) . وقيل( {[11325]} ) المعنى : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ )( {[11326]} ) من يصير كافراً بعد إيمانه ، ومن يثبت على إيمانه ، ولكن الله يطلع على ذلك من رسله من يشاء . وقيل( {[11327]} ) : إنهم قالوا ما بالنا نحن لا نكون أنبياء ؟ أي : المنافقين ، فأنزل الله ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.