لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{رُّسُلٗا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا} (165)

قوله جلّ ذكره : { رُّسُلاً مُّبَشْرِينَ وَمُنذِرِينَ } .

وقَفَ الخلْقَ عند مقاديرهم ؛ وبيَّن أنه أرسل إليهم الرسل فتفردوا عليهم إلى اجتباء ثوابهم ، واجتناب ما فيه استحقاق عذابهم ، وأنه ليس للخلْق سبيل إلى راحة يطلبونها ولا إلى آفة يجتنبونها إما في الحال أو في المآل .

قوله جلّ ذكره : { لِئِلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا } .

أنَّى يكون لمن له إلى الله حاجة على الله حُجَّة ؟ ! ولكنَّ الله خاطبهم على حسب عقولهم .