فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{رُّسُلٗا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا} (165)

{ رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل } أرسلناهم رسلا يبشرون أهل الطاعات ، وينذرون أهل الخطيئات ، لئلا يكون للناس بعد إرسالهم معذرة يعتذرون بها ، كما في قوله تعالى : ( ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى ) ( {[1621]} ) ؛ وسميت المعذرة حجة مع أن الله تعالى له الحجة البالغة تنبيها على أن هذه المعذرة مقبولة لديه ، تفضلا منه ورحمة ؛ { وكان الله عزيزا حكيما } . - ولم يزل الله ذا عزة في انتقامه ممن انتقم من خلقه على كفره به ومعصيته إياه بعد تثبيته حجته عليه برسله وأدلته { حكيما } في تدبيره فيهم ما دبره- ( {[1622]} ) .


[1621]:سورة طه. الآية 34.
[1622]:من جامع البيان.