الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{رُّسُلٗا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا} (165)

{ رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ } سمّى الله تعالى النبيين بهذين الاسمين ، فقال :

{ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ } [ البقرة : 213 ] ثم سمّى المرسلين خاصة بهذا الاسم ، فقال ( مبشرين ومنذرين ) ثم سمّى نبينا خاصة بهذين الإسمين ، فقال :

{ إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * لِّتُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ } [ الفتح : 8-9 ] { لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةُ بَعْدَ الرُّسُلِ } فيقول : ما أرسلت إلينا رسولاً فنتبع وما أنزلت علينا كتاباً . وقال في آية أخرى

{ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً } [ الإسراء : 15 ] .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أحد أغير من الله تعالى " ولذلك { حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } [ الأعراف : 33 ] وما [ أحسن ] إليه المدح من الله تعالى ولذلك مدح نفسه جل جلاله وما أحد أحبّ إليه العذر من الله تعالى لذلك ارسل الرسل ، وأنزل الكتب .