كان الأمر لبني إسرائيل - على لسان نَبِيِّهم - بأن يتذكروا نعمة الله عليهم ، وكان الأمر لهذه الأمة - بخطاب الله لا على لسان مخلوق - بأن يذكروه فقال :
{ فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ }[ البقرة : 152 ] وشتان بين من أمره بذكره - سبحانه - وبين من أمره بذكر نعمته ! ثم جعل جزاءَهم ثوابَه الذي هو فضله ، وجعل جزاء هذه الأمة خطابه الذي هو قوله تعالى :{ فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ }[ البقرة : 152 ] .
قوله جلّ ذكره : { وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا } .
المَلِكُ مِنَ المخلوقين مَنْ عَبَدَ المَلِكَ الحقيقي .
ويقال المَلِكُ مَنْ مَلَكَ هواه ، والعبد من هو في رِقِّ شهواته .
ويقال { وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا } : لم يخرجكم إلى أمثالكم ، ولم يحجبكم عن نفسه بأشغالهم ، وسَهَّلَ إليه سبيلَكم في عموم أحوالِكم .
قوله جلّ ذكره : { وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ العَالَمِينَ } .
لئن آتي بني إسرائيل بمقتضى جوده فقد أغنى عن الإيتاء هذه الأمة فاستقلوا بوجوده ، والاستقلال بوجوده أتمَّ من الاستغناء بمقتضى جوده .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.