بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ جَعَلَ فِيكُمۡ أَنۢبِيَآءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكٗا وَءَاتَىٰكُم مَّا لَمۡ يُؤۡتِ أَحَدٗا مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (20)

قوله تعالى : { وَإِذْ قَالَ موسى لِقَوْمِهِ يا قوم اذكروا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ } يعني : احفظوا منة الله عليكم ونعمته { إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاء } قال في رواية الكلبي : يعني السبعين سوى موسى وهارون عليهما السلام ، وهم الذين اختارهم موسى فانطلقوا معه إلى الجبل . ويقال : { إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاء } يعني في بني إسرائيل ، فكان فيهم أربعة آلاف نبي عليهم السلام ثم قال : { وَجَعَلَكُمْ مُّلُوكاً } يعني : بعد العبودية لفرعون . قال ابن عباس : إن الرجل إذا لم يدخل عليه أحد في بيته إلا بإذنه فهو ملك . وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد أنه قال : { وَجَعَلَكُمْ مُّلُوكاً } أي جعل لكم أزواجاً وخدماً وبيوتاً وبنين . ويقال : من استغنى عن غيره فهو ملك . وهذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « مَنْ أَصْبَحَ آمِناً فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي بَدَنِهِ وَلَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا » ثم قال : { وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين } يعني أعطاكم ما لم يعط أحداً من الخلق ، وهو : المن والسلوى والغمام وغير ذلك .