تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ جَعَلَ فِيكُمۡ أَنۢبِيَآءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكٗا وَءَاتَىٰكُم مَّا لَمۡ يُؤۡتِ أَحَدٗا مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (20)

وقوله تعالى : { وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم } الآية ، يحتمل قوله : { اذكروا نعمة الله عليكم } ما ذكر من بعث الرسل والأنبياء عليهم السلام على فترة منهم . ويحتمل ما ذكر على إثره ، وهو قوله : { إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وءاتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين } كأنه يقول : اشكروا نعمتي التي أنعمت عليكم من جعل الأنبياء فيكم ، ولم يكن ذلك لأمة من الخلق ، وجعلكم ملوكا تستنصرون من الأعداء لأن الملوك في بني إسرائيل هم الذين كانوا يتولون القتال و أمر الحرب مع الأعداء كقوله تعالى : { ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله } [ البقرة : 246 ] فأخبر أنه جعل فيهم الأنبياء يعلمونهم أمور الدنيا والآخرة ، ويحتاج غيرهم إلى معرفة ذلك ؛ وإنما يعرفون ذلك بهم ، وجعل فيهم ملوكا يتنصرون من الأعداء ، ويقهرونهم ، فيقرون ، ويشرفون في الدنيا والآخرة .