لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{لَوۡلَا يَنۡهَىٰهُمُ ٱلرَّبَّـٰنِيُّونَ وَٱلۡأَحۡبَارُ عَن قَوۡلِهِمُ ٱلۡإِثۡمَ وَأَكۡلِهِمُ ٱلسُّحۡتَۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ} (63)

الربانيُّ من كان لله وبالله ؛ لم تبق منه بقية لغير الله .

ويقال الربّانيُّ الذي ارتقى عن الحدود .

والربانيُّ مَنْ توقَّى الآفات ثم ترقَّى إلى الساحات ، ثم تلقَّى ما كوشِفَ به من زوائد القربات ، فخلا عن نفسه ، وصفا عن وصفه ، وقام لِرَبِّه وبربِّه .

وقد جعل الله الربانيين تالين للأنبياء الذين هم أولو الدِّين ، فهم خلفاءٌ ينهون الخلْقَ بممارسة أحوالهم أكثر مما ينهونهم بأقوالهم ، فإِنهم إذا أشاروا إلى الله حقق الله ما يُؤمِنُون إليه ، وتحقق ما علقوا هممهم به .