الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَوۡلَا يَنۡهَىٰهُمُ ٱلرَّبَّـٰنِيُّونَ وَٱلۡأَحۡبَارُ عَن قَوۡلِهِمُ ٱلۡإِثۡمَ وَأَكۡلِهِمُ ٱلسُّحۡتَۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ} (63)

قوله : ( لَوْلاَ يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالاَحْبَارُ ) الآية [ 65 ] .

المعنى : هلاَّ ينهاهم( {[17049]} ) عن ذلك الربانيون ، وهم أئمتهم وعلماؤهم( {[17050]} ) .

وقيل : وُلاتهم . ( والأحبار ) ( و )( {[17051]} ) هم الفقهاء والعلماء( {[17052]} ) .

( عَن قَوْلِهِمُ الاِثْمَ ) وهو الكفر( {[17053]} ) . وقيل( {[17054]} ) : ( وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ) وهو الرشوة في الأحكام( {[17055]} ) .

( لَبِيسَ( {[17056]} ) مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ) أي : لبئس صنيع الربانيين والأحبار إذ لا ينهون عامتهم عن ذلك( {[17057]} ) .

وهذه الآية أشد آية وُبِّخ فيها العلماء ، قال ابن عباس : ما في القرآن آيةٌ أَشَدُّ توبيخاً( {[17058]} ) من هذه ، والمعنى : أقسم [ لبئس ما ]( {[17059]} ) كانوا يصنعون( {[17060]} ) .

وقرأ أبو( {[17061]} ) الجراح ( الرِّبِّيُّون )( {[17062]} ) وهم [ الجماعات ]( {[17063]} ) ، مأخوذ من الرِّبَّة ، والرَّبَّةُ : الجماعة ، ونُسب إليها فقيل : رِبِّيٌّ ، ثم جُمع فقيل( {[17064]} ) : رِبِّيُّونَ( {[17065]} ) .


[17049]:- د: ينهاكم.
[17050]:- ب: علمايهم. وانظر: معاني الزجاج 2/189.
[17051]:- ساقطة من ب ج د.
[17052]:- انظر: تفسير الآية 46 –من هذه السورة- في شرح (الرَّبَّانيُّون والأحبار) وانظر: تفسير الطبري 10/448.
[17053]:- انظر: تفسير الطبري 10/448.
[17054]:- ب ج د: عن.
[17055]:- انظر: تفسير الطبري 10/448.
[17056]:- د: ليس.
[17057]:- انظر: تفسير الطبري 10/448.
[17058]:- ج د: توبيخ.
[17059]:- أ: لبيسما.
[17060]:- وهو معنى قول الضحاك أيضاً: انظر: تفسير الطبري 10/445 و450.
[17061]:- ج: أبن.
[17062]:- ب ج د: (لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانيُّونَ) وهي قراءة أبي وافد أيضاً في مختصر ابن خالويه 34.
[17063]:- أ: الجماعة.
[17064]:- ج د: فقال.
[17065]:- انظر: هذا في اللسان: ربب، وفيه الاختلاف حول نسب ومعنى وشكل "رِبَّة".