جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لَوۡلَا يَنۡهَىٰهُمُ ٱلرَّبَّـٰنِيُّونَ وَٱلۡأَحۡبَارُ عَن قَوۡلِهِمُ ٱلۡإِثۡمَ وَأَكۡلِهِمُ ٱلسُّحۡتَۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ} (63)

{ لولا ينهاهم الرّبانيون } : زهادهم { والأحبار } : علماؤهم { عن قولهم الإثم } : كذبهم وافتراءهم { وأكلهم السُّحت لبئس ما كانوا يصنعون{[1284]} } : من عدم النكير عليهم التحضيض لهم على النهي عن ذلك ، فإن لولا إذا دخل على المستقبل أفاد التحضيض .


[1284]:فيه توبيخ العلماء والزهاد على السكوت، قال السلف: ما نعلم آية أشد توبيخا للعلماء والزهاد على السكوت عن النهي عن المعاصي من هذه الآية والعمل لا يسمى صناعة إلا إذا تمكن صاحبها فيها وينسب إليه، ففيه إشارة إلى أن ترك نهي المنكر عادة خواصهم/12 وجيز. وبخ سبحانه الخاصة وهم العلماء التاركون للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما هو أغلظ وأشد من توبيخ فاعلي المعاصي فليفتح العلماء لهذه الآية مسامعهم ويفرجوا لها عن قلوبهم فإنها قد جاءت بما فيه البيان الشافي لهم بأن كفهم عن المعاصي مع ترك إنكارهم على أهلها لا يسمن ولا يغني من جوع، بل هم أشد حالا وأعظم وبالا من العصاة فرحم الله عالما قام بما أوجبه الله عليه من فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو أعظم ما افترضه الله عليه وأوجب ما أوجب عليه النهوض به، اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر الذين لا يخافون فيك لومة لائم وأعنا على ذلك وقونا عليه ويسره لنا وانصرنا على من تعدى حدودك وظلم عبادك، إنه لا ناصر لنا سواك ولا مستعان غيرك يا مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين/12.