لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{لَوۡلَا يَنۡهَىٰهُمُ ٱلرَّبَّـٰنِيُّونَ وَٱلۡأَحۡبَارُ عَن قَوۡلِهِمُ ٱلۡإِثۡمَ وَأَكۡلِهِمُ ٱلسُّحۡتَۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ} (63)

قوله تعالى : { لولا } يعني هلا وهي هنا بمعنى التحضيض والتوبيخ { ينهاهم الربانيون والأحبار } قال الحسن الربانيون علماء أهل الإنجيل والأحبار علماء أهل التوراة وقال غيره كلهم من اليهود لأنه متصل بذكرهم { عن قولهم الإثم } يعني الكذب { وأكلهم السحت } والمعنى هلا نهى الأحبار والرهبان ، اليهود عن قولهم الإثم وأكلهم السحت { لبئس ما كانوا يصنعون } يعني الأحبار والرهبان إذا لم ينهوا غيرهم عن المعاصي . وهذا يدل على أن تارك النهي عن المنكر بمنزلة مرتكبه لأن الله تعالى ذمّ الفريقين في هذه الآية . قال ابن عباس : ما في القرآن أشد توبيخاً من هذه الآية . وقال الضحاك : ما في القرآن آية أخوف عندي منها .