في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا} (1)

مقدمة السورة:

سورة الزلزلة مكية وآياتها ثمان

هذه السورة مدنية في المصحف وفي بعض الروايات ؛ ومكية في بعض الروايات الأخرى . ونحن نرجح الروايات التي تقول بأنها مكية ، وأسلوبها التعبيري وموضوعها يؤيدان هذا .

إنها هزة عنيفة للقلوب الغافلة . هزة يشترك فيها الموضوع والمشهد والإيقاع اللفظي . وصيحة قوية مزلزلة للأرض ومن عليها ؛ فما يكادون يفيقون حتى يواجههم الحساب والوزن والجزاء في بضع فقرات قصار !

وهذا هو طابع الجزء كله ، يتمثل في هذه السورة تمثلا قويا . . .

إذا زلزلت الأرض زلزالها ، وأخرجت الأرض أثقالها ، وقال الإنسان مالها ? يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها .

إنه يوم القيامة حيث ترتجف الأرض الثابتة ارتجافا ، وتزلزل زلزالا ،

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا} (1)

مقدمة السورة:

مدنية ، وآياتها ثمان .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ إذا زلزلت الأرض زلزالها } حركت حركتها الهائلة التي لا غاية وراءها . أو العجيبة التي لا يقادر قدرها ؛ وذلك عند نفخة البعث ؛ لقوله تعالى : { وأخرجت الأرض أثقالها } .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا} (1)

{ إذا زلزلت الأرض زلزالها } أي حركت حركة شديدة لقيام الساعة .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا} (1)

لما ختم تلك بجزاء الصالح والطالح في دار البقاء على ما أسلفوه في مواطن الفناء ، ذكر في هذه أول مبادىء تلك الدار وأوائل غاياتها ، وذكر في القارعة ثواني مبادئها وآخر غاياتها ، وأبلغ في التحذير بالإخبار بإظهار ما يكون عليه الجزاء ، فقال معبراً بأداة التحقق ؛ لأن الأمر حتم لا بد من كونه : { إذا } .

ولما كان المخوف الزلزلة ولو لم يعلم فاعلها ، وكان البناء للمفعول يدل على سهولة الفعل ويسره جداً ، بنى للمفعول قوله : { زلزلت الأرض } أي حركت واضطربت زلزلة البعث بعد النفخة الثانية بحيث يعمها ذلك لا كما كان يتفق قبل ذلك من زلزلة بعضها دون بعض وعلى وجه دون ذلك ، وعظم هذا الزلزال وهوّله بإبهامه لتذهب النفس فيه كل مذهب ، فقال كاسراً الزاء - لأنه مصدر ، ولو فتحها لكان اسماً للحركة ، قال البيضاوي : وليس إلا في المضاعف- : { زلزالها * } أي تحركها واضطرابها الذي يحق لها في مناسبته لعظمة جرم الأرض وعظمة ذلك اليوم ، ولو شرح بما يليق به لطال الشرح ، وذلك كما تقول : أكرم التقي إكرامه ، وأهن الفاسق الشقي إهانه ، أي على حسب ما يليق به .

وقال الإمام أبو جعفر ابن الزبير : وردت عقب سورة البرية ليبين بها حصول جزاء الفريقين ومآل الصنفين المذكورين في قوله تعالى : { إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين } إلى قوله : { أولئك شر البرية } ، وقوله : { إن الذين آمنوا } إلى آخر السورة . ولما كان حاصل ذلك افتراقهم على صنفين ولم يقع تعريف بتباين أحوالهم ، أعقب ذلك بمآل الصنفين واستيفاء جزاء الفريقين المجمل ذكرهم ، فقال تعالى : { يومئذ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم } إلى آخر السورة . انتهى .