49- { ذق إنك أنت العزيز الكريم } .
أي : تذوق هذا العذاب ، فقد كنت تزعم أنك أعز أهل مكة وأكرمها ، ولن يستطيع أي عذاب أن يصل إليك ، فيقال للكافر على سبيل التقريع والتهكم : تذوق شدة العذاب أيها المهين الذليل .
لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جهل ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله أمرني أن أقول لك : { أولى لك فأولى * ثم أولى لك فأولى } . ( القيامة : 34 ، 35 ) . قال : فنزع أبو جهل ثوبه من يد النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : ما تستطيع لي أنت ولا صاحبك من شيء ، ولقد علمت أني أمنع أهل البطحاء ، وأنا العزيز الكريم ، قال : فقتله الله تعالى يوم بدر ، وأذله وعيره بكلمته 10 وأنزل : { ذق إنك أنت العزيز الكريم } .
أي : يقول له الملك : { ذق إنك أنت العزيز الكريم } . بزعمك ، وقيل : على معنى الاستخفاف والاستهزاء والإهانة والتنقيص ، أي قال له : إنك أنت الذليل المهان .
و[ لما-{[57682]} ] علم بهذا أنه لا يملك من أمر نفسه شيئاً ، بل وصل إلى غاية الهوان ، دل عليه بالتهكم{[57683]} بما كان {[57684]}يظن في{[57685]} نفسه من العظمة التي كانت يترفع{[57686]} بها في الدنيا على أوامر الله ، فقيل بناء على ما تقديره : يفعل به ذلك مقولاً له : { ذق } أي من هذا أوصلك إليه تغررك على أولياء الله . ولما كان أولياء الله من الرسل وأتباعهم يخبرون في الدنيا أنه - لإبائه{[57687]} أمر الله - هو الذليل ، وكان [ هذا-{[57688]} ] الأثيم وأتباعه يكذبون بذلك ويؤكدون قولهم المقتضي لعظمته لإحراق أكباد الأولياء حكى له{[57689]} قولهم على ما كانوا يلفظون به زيادة في تعذيبه بالتوبيخ والتقريع{[57690]} معللاً للأمر بالذوق : { إنك } وأكد بقوله : { أنت } وحدك دون هؤلاء الذين يخبرون بحقارتك { العزيز } أي-{[57691]} الذي يغلب ولا يغلب { الكريم * } أي الجامع إلى الجود شرف النفس وعظم الإباء ، فلا تنفعك عن ستر مساوئ الأخلاق بإظهار معاليها{[57692]} فلست بلئيم أي بخيل مهين النفس خسيس الإباء ، فهو كناية عن مخاطبته بالخسة{[57693]} مع إقامة الدليل على ذلك بما هو فيه من المهالك ، وقراءة الكسائي{[57694]} بفتح " إن " دالة على هذا العذاب قولاً وفعلاً على ما كان يقال له من هذا [ في الدنيا-{[57695]} ] ويعتقد [ هو-{[57696]} ] أنه حق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.