في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ إِلَّآ أَن يُؤۡذَنَ لَكُمۡ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيۡرَ نَٰظِرِينَ إِنَىٰهُ وَلَٰكِنۡ إِذَا دُعِيتُمۡ فَٱدۡخُلُواْ فَإِذَا طَعِمۡتُمۡ فَٱنتَشِرُواْ وَلَا مُسۡتَـٔۡنِسِينَ لِحَدِيثٍۚ إِنَّ ذَٰلِكُمۡ كَانَ يُؤۡذِي ٱلنَّبِيَّ فَيَسۡتَحۡيِۦ مِنكُمۡۖ وَٱللَّهُ لَا يَسۡتَحۡيِۦ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ مَتَٰعٗا فَسۡـَٔلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٖۚ ذَٰلِكُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّۚ وَمَا كَانَ لَكُمۡ أَن تُؤۡذُواْ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلَآ أَن تَنكِحُوٓاْ أَزۡوَٰجَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦٓ أَبَدًاۚ إِنَّ ذَٰلِكُمۡ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمًا} (53)

49

بعد ذلك ينظم القرآن علاقة المسلمين ببيوت النبي [ صلى الله عليه وسلم ] وبنسائه - أمهات المؤمنين - في حياته وبعد وفاته كذلك . ويواجه حالة كانت واقعة ، إذ كان بعض المنافقين والذين في قلوبهم مرض يؤذون النبي [ صلى الله عليه وسلم ] في بيوته وفي نسائه . فيحذرهم تحذيرا شديدا ، ويريهم شناعة جرمهم عند الله وبشاعته . و يهددهم بعلم الله لما يخفون في صدورهم من كيد وشر :

( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام - غير ناظرين إناه - ولكن إذا دعيتم فادخلوا ، فإذا طعمتم فانتشروا . ولا مستأنسين لحديث . إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق . وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب . ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن . وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ، ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا . إن ذلكم كان عند الله عظيما . إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله كان بكل شيء عليما ) . .

روى البخاري - بإسناده - عن أنس بن مالك قال : بنى النبي [ صلى الله عليه وسلم ] بزينب بنت جحش بخبز ولحم . فأرسلت على الطعام داعيا . فيجيء قوم فيأكلون ويخرجون . ثم يجيء قوم فيأكلون ويخرجون . فدعوت حتى ما أجد أحدا أدعوه . فقلت : يا رسول الله ما أجد أحدا أدعوه . قال : " ارفعوا طعامكم " . وبقي ثلاثة رهط يتحدثون في البيت . فخرج رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] فانطلق إلى حجرة عائشة - رضي الله عنها - فقال " السلام عليكم - أهل البيت - ورحمة الله وبركاته " . قالت : وعليك السلام ورحمة الله . كيف وجدت أهلك يا رسول الله ? " بارك الله لك " . فتقرى حجر نسائه ، كلهن يقول لهن كما يقول لعائشة ، ويقلن كما قالت عائشة . ثم رجع النبي [ صلى الله عليه وسلم ] فإذا ثلاثة رهط في البيت يتحدثون . وكان النبي [ صلى الله عليه وسلم ] شديد الحياء . فخرج منطلقا نحو حجرة عائشة . فما أدري أخبرته أم أخبر أن القوم خرجوا . فرجع حتى إذا وضع رجله في أسكفة الباب داخله والأخرى خارجه . أرخى الستر بيني وبينه ، وأنزلت آية الحجاب .

والآية تتضمن آدابا لم تكن تعرفها الجاهلية في دخول البيوت ، حتى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان الناس يدخلون البيوت بلا إذن من أصحابها - كما جاء في شرح آيات سورة النور الخاصة بالاستئذان - وربما كان هذا الحال أظهر في بيوت النبي [ صلى الله عليه وسلم ] بعد أن أصبحت هذه البيوت مهبط العلم والحكمة وكان بعضهم يدخل وحين يرى طعاما يوقد عليه يجلس في انتظار نضج هذا الطعام ليأكل بدون دعوة إلى الطعام ! وكان بعضهم يجلس بعد الطعام - سواء كان قد دعي إليه أو هجم هو عليه دون دعوة - ويأخذ في الحديث والسمر غير شاعر بما يسببه هذا من إزعاج للنبي [ صلى الله عليه وسلم ] وأهله . وفي رواية أن أولئك الثلاثة الرهط الذين كانوا يسمرون كانوا يفعلون هذا وعروس النبي - زينب بنت جحش - جالسة وجهها إلى الحائط ! والنبي [ صلى الله عليه وسلم ] يستحيي أن ينبههم إلى ثقلة مقامهم عنده حياء منه ، ورغبة في ألا يواجه زواره بما يخجلهم ! حتى تولى الله - سبحانه - عنه الجهر بالحق ( والله لا يستحيي من الحق ) .

ومما يذكر أن عمر - رضي الله عنه - بحساسيته المرهفة كان يقترح على النبي [ صلى الله عليه وسلم ] الحجاب ؛ وكان يتمناه على ربه . حتى نزل القرآن الكريم مصدقا لاقتراحه مجيبا لحساسيته !

من رواية للبخاري - بإسناده - عن أنس بن مالك . قال : قال عمر بن الخطاب : يا رسول الله . يدخل عليك البر والفاجر . فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب . فأنزل الله آية الحجاب . . . ؛

وجاءت هذه الآية تعلم الناس ألا يدخلوا بيوت النبي بغير إذن . . فإذا دعوا إلى الطعام دخلوا . فأما إذا لميدعوا فلا يدخلون يرتقبون نضجه ! ثم إذا طعموا خرجوا ، ولم يبقوا بعد الطعام للسمر والأخذ بأطراف الحديث . وما أحوج المسلمين اليوم إلى هذا الأدب الذي يجافيه الكثيرون . فإن المدعوين إلى الطعام يتخلفون بعده ، بل إنهم ليتخلفون على المائدة ، ويطول بهم الحديث ؛ وأهل البيت - الذين يحتفظون ببقية من أمر الإسلام بالاحتجاب - متأذون محتبسون ، والأضياف ماضون في حديثهم وفي سمرهم لا يشعرون ! وفي الأدب الإسلامي غناء وكفاء لكل حالة ، لو كنا نأخذ بهذا الأدب الإلهي القويم .

ثم تقرر الآية الحجاب بين نساء النبي [ صلى الله عليه وسلم ] والرجال :

( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ) . .

وتقرر أن هذا الحجاب أطهر لقلوب الجميع :

( ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) . .

فلا يقل أحد غير ما قال الله . لا يقل أحد إن الاختلاط ، وإزالة الحجب ، والترخص في الحديث واللقاء والجلوس والمشاركة بين الجنسين أطهر للقلوب ، وأعف للضمائر ، وأعون على تصريف الغريزة المكبوتة ، وعلى إشعار الجنسين بالأدب وترقيق المشاعر والسلوك . . إلى آخر ما يقوله نفر من خلق الله الضعاف المهازيل الجهال المحجوبين . لا يقل أحد شيئا من هذا والله يقول : ( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) . . يقول هذا عن نساء النبي الطاهرات . أمهات المؤمنين . وعن رجال الصدر الأول من صحابة رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ممن لا تتطاول إليهن وإليهم الأعناق ! وحين يقول الله قولا . ويقول خلق من خلقه قولا . فالقول لله - سبحانه - وكل قول آخر هراء ، لا يردده إلا من يجرؤ على القول بأن العبيد الفانين أعلم بالنفس البشرية من الخالق الباقي الذي خلق هؤلاء العبيد !

والواقع العملي الملموس يهتف بصدق الله ، وكذب المدعين غير ما يقوله الله . والتجارب المعروضة اليوم في العالم مصدقة لما نقول . وهي في البلاد التي بلغ الاختلاط الحر فيها أقصاه أظهر في هذا وأقطع من كل دليل . [ وأمريكا أول هذه البلاد التي آتى الاختلاط فيها أبشع الثمار ] .

وقد ذكرت الآية أن مجيئهم للطعام منتظرين نضجه من غير دعوة ؛ وبقاءهم بعد الطعام مستأنسين للحديث . . كان يؤذي النبي فيستحيي منهم . وفي ختامها تقرر أنه ما يكون للمسلمين أن يؤذوا رسول الله . وكذلك ما يكون لهم أن يتزوجوا أزواجه من بعده ؛ وهن بمنزلة أمهاتهم . ومكانهن الخاص من رسول الله يحرم أن ينكحهن أحد من بعده ، احتفاظا بحرمة هذا البيت وجلاله وتفرده :

( وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ، ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا ) . .

وقد ورد أن بعض المنافقين قال : إنه ينتظر أن يتزوج من عائشة !

( إن ذلكم كان عند الله عظيما ) . .

وما أهول ما يكون عند الله عظيما !

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ إِلَّآ أَن يُؤۡذَنَ لَكُمۡ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيۡرَ نَٰظِرِينَ إِنَىٰهُ وَلَٰكِنۡ إِذَا دُعِيتُمۡ فَٱدۡخُلُواْ فَإِذَا طَعِمۡتُمۡ فَٱنتَشِرُواْ وَلَا مُسۡتَـٔۡنِسِينَ لِحَدِيثٍۚ إِنَّ ذَٰلِكُمۡ كَانَ يُؤۡذِي ٱلنَّبِيَّ فَيَسۡتَحۡيِۦ مِنكُمۡۖ وَٱللَّهُ لَا يَسۡتَحۡيِۦ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ مَتَٰعٗا فَسۡـَٔلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٖۚ ذَٰلِكُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّۚ وَمَا كَانَ لَكُمۡ أَن تُؤۡذُواْ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلَآ أَن تَنكِحُوٓاْ أَزۡوَٰجَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦٓ أَبَدًاۚ إِنَّ ذَٰلِكُمۡ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمًا} (53)

آداب دخول البيت النبوي

{ يأيها الذين ءامنوا لا تدخلوا بيوت النبيء إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذالكم كان يؤذي النبيء فيستحيي منكم والله لا يستحي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب ذالكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذالكم كان عند الله عظيما( 53 ) إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله كان بكل شيء عليما( 54 ) لا جناح عليهن في ءابآئهن ولا أبنآئهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن واتقين الله إن الله كان على كل شيء شهيدا( 55 ) }

المفردات :

غير ناظرين إناه : غير منتظرين إدراكه ونضجه وأنى هو مصدر أنى يأتنى أي أدرك وحان نضجه .

فإذا طعمتم : أكلتم .

مستأنسين لحديث : مستمعين لحديث أهل البيت أو لبعضكم بعضا .

إن ذلكم : المكث أو البث .

فيستحيي منكم : من إخراجكم .

متاعا : المتاع هو كل ما ينتفع به كالطعام والثياب وأثاث البيت وغيره .

من وراء حجاب : وهو الساتر لأنه يمنع من المشاهدة .

أطهر : أزكى وأنقى للريبة وسوء الظن .

53

التفسير :

{ يأيها الذين ءامنوا لا تدخلوا بيوت النبيء إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه . . . } .

إذا دعاكم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى طعام فلا تأتوا قبل الميعاد المتعارف عليه أو قبل معرفة أن الطعام قد تم نضجه وإعداده حيث يكون أصحاب البيت في انشغال بالطعام وفي ثياب البذلة والمهنة ، وحضوركم مبكرين يجعل أصحاب البيت ينشغلون بكم ويتكلفون الحديث من أجلكم ومعنى : { غير ناظرين إناه . . . } غير منتظرين إدراكه ونضجه .

قال ابن كثير حظر على المؤمنين أن يدخلوا منازل رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير إذن كما كانوا قبل ذلك يصنعون في بيوتهم في الجاهلية وابتداء الإسلام حتى غار الله لهذه الأمة فأمرهم بذلك من إكرامه تعالى هذه الأمة فإذا دعي المؤمن إلى طعام لبى الدعوة وليحذر الحضور قبل الميعاد كما يحذر الجلوس بعد الميعاد حيث يشغل صاحب المنزل إلا لحاجة ماسة .

روى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا دعا أحدكم أخاه فليجبه عرسا كان أو غيره " . 60

وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لو دعيت إلى ذراع لأجبت ولو أهدى إلى كراع لقلبت ، فإذا فرغتم من الذي دعيتم إليه فخففوا عن أهل المنزل وانتشروا في الأرض " . 61

{ ولكن إذا دعيتم فادخلوا . . . }

أي إذا قدمت لكم الدعوة فلبوا الدعوة وادخلوا البيت .

{ فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث . . . } .

فإذا أكلتم الطعام فاخرجوا من البيت ولا تمكثوا فيه لتتبادلوا ألوان الحديث وفنونه المختلفة قال أبو حيان : نهوا أن يطيلوا الجلوس يستأنس بعضهم ببعض لحديث يحدثه به .

{ إن ذالكم كان يؤذي النبيء فيستحيي منكم . . . }

إن ذلك المكث في المنزل بعد الطعام يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم حيث يمنعه من تصريف مصالحه والعناية بشؤونه وهو مسئول عن أسرته وعن شئون المسلمين وكان صلى الله عليه وسلم لشدة حيائه يستحيي أن يأمرهم بالانصراف لخلقه الرفيع وقلبه الرحيم .

{ والله لا يستحيي من الحق . . . }

والله جل جلاله وعلا لا يترك بيان الحق ولا يمنعه مانع من إظهار الحق وتبيانه لكم .

قال القرطبي هذا أدب أدّب الله به الثقلاء .

وقال الثعلبي : حسبك من الثقلاء أن الشرع لم يحتملهم .

{ وإذا سألتموهن متاعا فسئلوهن من وراء حجاب . . . }

وإذا أردتم حاجة من أزواجه الطاهرات فاطلبوها من وراء ساتر .

وقد نزلت هذه الآية في ذي القعدة سنة خمس من الهجرة وهي مما وافق تنزيلها قول عمر كما في الصحيحين عنه قال : وافقت ربي عز وجل في ثلاث : قلت : يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فأنزل الله : { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى . . . } . ( البقرة : 125 ) وقلت : يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو احتجبن فأنزل الله آية الحجاب : { وإذا سألتموهن متاعا فسئلوهن من وراء حجاب . . . } . وقلت لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم لما تمالأن عليه : { عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن . . . } ( التحريم : 5 ) . فنزلت كذلك .

{ ذالكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن . . . } .

أي هذا الذي شرعته لكم من الدخول بالإذن والخروج عقب الطعام دون الاستئناس بالحديث وطلب الأشياء من وراء حجاب أطهر وأطيب للنفوس وأبعد عن الريبة والتهمة ، وأكثر طمأنينة للقلوب من الهواجس والوساوس الشيطانية .

{ وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا . . . }

لقد أمر الله المؤمنين بتوقير الرسول وتعظيمه ومناصرته ونهى المسلمين عن إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم وإزعاجه وإقلاق راحته ومثال ذلك ما ورد النهي عنه في سورة الحجرات من التقدم عليه أو رفع الصوت عليه أو مناداته من وراء الحجرات وهنا أدب الله المسلمين بعدم دخول بين النبي إلا بالإذن وعند نضوج الطعام ، إذا كانت الدعوة إلى طعام وعدم إطالة المكث بعد الأكل وإذا طلبوا شيئا من زوجاته طلبوه من وراء حجاب وبين أن مثل هذه الأمور مما يؤذي رسول الله ، وما ينبغي لمؤمن أن يؤذي الرسول أي إيذاء كما ينبغي للمؤمنين توقير زوجاته فهن أمهات المؤمنين فينبغي احترامهن احترام الأم ولا يحل لمؤمن أن يتزوج زوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم سواء أكان ذلك في حياته أو بعد وفاته .

{ إن ذالكم كان عند الله عظيما } .

أي إيذاء الرسول بأي نوع من أنواع الإيذاء أو زواج زوجاته من بعده كان في حكم الله تعالى من الكبائر المحرمات التي لا ذنب أعظم منها .